في اطار زيارته للعاصمة الفرنسية باريس ألقى اليوم الجمعة الاستاذ راشد الغنوشي محاضرة في الأكاديمية الدولية للدبلوماسية في العاصمة الفرنسية باريس وقد حضر الندوة عدد من الدبلوماسيين, والمختصين في السياسة الخارجية والمختصين في المغرب العربي. وقد تمحورت كلمة الغنوشي حسب ما أوردته صفحته الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعي حول التجربة التونسية للإنتقال الديمقراطي في تونس حيث أكد أن هذا المسار قد حقق خطوة أخرى الى الأمام بالإتفاق حول أسبقية الإنتخابات التشريعية على الرئاسيّة مشيرا إلى أن تونس دخلت مرحلة جديدة بعد الثورة حيث تحطمت أصنام الدكتاتورية والإستبداد والإنتخابات المزورة, وانه لا يمكن العودة الى الماضي. وأشاد الغنوشي بنجاح النخبة التونسية في إدارة حوار بينها أدى الى تجنيب تونس مخاطر الإستقطاب والإنقسام وأنتج توافقا واسعا أعطى تونس دستورا ديمقراطيا تعدديا متصالحا مع هويته ومع العصر, ووضع قطار تونس على سكة الانتخابات وسكة الحرية والديمقراطية. وقد نوه الغنوشي الى أن نجاح هذه التجرية هو ليس من مصلحة تونسية فقط ولكنه ايضا من مصلحة شركائها وجيرانها خاصة في ظل الإضطراب الموجود في المنطقة مشيرا الى أنه وخلافا لما روج له بعض المختصين من أن حكم الإسلاميين يقود الى الإنغلاق على العالم, فإن حركة النهضة برهنت خلال وجودها في الحكومة على أن علاقات تونس الخارجية تطورت مع شركائها على مختلف المستويات مما أدى الى توقيع تونس على اتفاقية الشراكة المتقدمة مع الإتحاد الأوربي. وشدد الاستاذ راشد الغنوشي على أهمية العلاقات الثنائية التونسية الفرنسية بحكم التاريخ المشترك والعلاقات العميقة على مختلف المستويات الإقتصادية والسياسية والثقافية والإجتماعية. وأشاد الشيخ راشد بالدعم الذي تقدمه فرنسالتونس الثورة والذي ظهر جليا من خلال الزيارات المتعددة والمتبادلة على أعلى المستويات الفرنسية والتونسية حيث عبر المسؤولون الفرنسيون وفي مقدمتهم الرئيس فرنسوا هولند على دعم المسار الإنتقالي في تونس وعلى تهنئتهم لتونس على تقديمها نموذجا يثبت بأن الإسلام والديمقراطية منسجمان ولا تعارض بينهما. ودعا الغنوشي في هذا الإطار الى مزيد تعميق العلاقات الثنائية وتطويرها لأجل مصلحة البلدين. ويُشرف الغنوشي غداً في قصر المؤتمرات بباريس على لقاء بالجالية التونسية في فرنسا للاستماع لمشاغلهم وتطلعاتهم وللحديث عن تطورات المشهد السياسي التونسي ودور المهاجرين في دعم تجربة الانتقال الديمقراطي وسبل دعم العلاقات التونسية الفرنسية