الرحلة الافريقية الأخيرة للنجم التي حملته إلى غانا حيث واجه فريق قلوب الصنوبر في إطار ذهاب الدور التمهيدي الثاني لكأس رابطة الأبطال، خلفت في نهايتها بعض الحسرة من جانب «السواحلية» الذين فرطوا في تعادل كان يلوح منطقيا، لكنهم لم يتمكنوا حتى من الوصول إلى شباك المنافس مثلما عودونا على ذلك في رحلات سابقة رغم توفر فرص التسجيل. بداية لقاء قلوب الصنوبر والنجم كانت «ثقيلة» جدا علينا خاصة ان «الفجعات» انهالت على مواقع أبناء جوهرة الساحل اثر التخطيط الذي اختاره المدرب سيموندي عبر تعبئة خط الوسط والاعتماد على الهجومات المعاكسة ومحاولة دغدغة الدفاع الغاني عبر تحركات أوبياكور. من جهة أخرى نقولها صراحة ان أبناء النجم قبلوا اللعب خلال الشوط الأول وفسحوا المجال لقلوب الصنوبر ليفعل ما يريد ويستثيق بنفسه وبإمكاناته وهو ما جعله يتوصل في أكثر من مناسبة إلى اختراق خطة سيموندي وتهديد الحارس المتألق ايجيد أوستين. ضغط... وحذر لامتصاص ضغط قلوب الصنوبر حاول النجم غلق المنافذ وخاصة في الدفاع والوسط حيث اعتمد المدرب برنار سيموندي على خطة 4 4 2 وتارة خطة 4 5 1 مع التركيز على الهجومات المعاكسة بواسطة الكرات الطويلة في اتجاه ثنائي الهجوم أوبياكور وأنيوكاشي، في المقابل اعتمد الفريق الغاني على طريقة الضغط المتواصل وتنويع العمليات الهجومية سواء باعتماد التسربات الجانبية أو التوغل داخل منطقة الحارس اوستين إلا أن هذه المحاولات اصطدمت بفريق متماسك في الدفاع ومنظم في خط الوسط ويسعى إلى استغلال الفرص المتاحة له اثر التمريرات الطويلة لمتوسط الميدان زبير بية.. إلا أن ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة أقلقت تحركات اللاعبين وهو ما جعل أبناء النجم يلعبون بحذر والابتعاد عن المجازفة خاصة كلما تعلق الأمر بابعاد الكرة عن مناطقهم خاصة وان المنافس يمتاز بسرعة وفنيات عناصره. فترات صعبة وهدف النجم كان يفكر في انهاء الفترة الأولى بالتعادل فحاول «تجميد» اللعب خاصة في منطقة وسط الميدان وقد أتقن بية هذه المهمة من أجل تخفيف الضغط على خط الدفاع لكن ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة ساعدت قلوب الصنوبر الغاني على فرض سيطرة نسبية مما جعل النجم يتراجع إلى الوراء بعض الشي وترتعش مفاصله قبل أن يستسلم لمشيئة منافسه وقبل الحارس المتألق على الدوام ايجيد أوستين هدفا اثر تصويبة قوية جدا سددها المهاجم فرانسيس بوصمان مستغلا افتقاد الدفاع للتركيز المطلوب. تكافؤ الموازين في الشوط الثاني أدرك النجم أن أحسن وسيلة للدفاع هي الهجوم وفرض أبناء برنار سيموندي لونهم خلال هذه الفترة مما أدخل الارتباك على دفاع قلوب الصنوبر الذي عرف فترات حرجة لولا تألق حارسه صاميني أوجي الذي تصدى لمحاولات كريم في دق50 وزبير بية في دق 63 و75 وايميكا أوبارا في دق 78 لكن الفريق الغاني عرف كيف يمتص هذا الضغط والرد بهجومات سريعة وخطيرة في نفس الوقت ليشهد الشوط الثاني التكافؤ في الموازين. مرور العاصفة بهذا العنوان يمكن ترجمة جل فترات الشوط الثاني الذي تحرك فيه النجم كثيرا وبحث عن هدف التعادل من كل المسافات والزوايا وبرع زبير بية فعلا في فك الحصون الخلفية لقلوب الصنوبر والتسرب في أوضاع مختلفة حاملا معه الأخطار التي لم تثمر في اللمسات الأخيرة. خطير لم يبق فريق قلوب الصنوبر مكتوف الأيدي كما أسلفنا الذكر بل تأقلم مع الوضع الذي فرضه النجم وترك ثلاثة مهاجمين في المقدمة ليزرع الخطر يمنة ويسرة ولئن شلت حركتهم أرجل المدافعين في عديد الأحيان فإن البديل مورغن كاد يفاجئ الجميع دق84 حين صوب فوق مرمى أوستين رغم موقعه المناسب لتضعيف النتيجة. صلابة أعصاب طيلة فترات هذه المقابلة عرف أبناء النجم كيف يطوعون المنافس وذلك بمسك زمام الأمور وتفادي الهفوات داخل مناطق الجزاء ومع أول هفوة تصدر في المناطق الخلفية قبل الفريق هدفا علما وانه كان بإمكان النجم أن يكون سباقا إلى شباك قلوب الصنوبر وتحديد في الدقيقة 38 من الشوط الأول عندما نجح نواه أنيوكاشي في مراوغة الحارس الغاني إلا أن تسديدته تم ابعادها قبل أن تلوج كرته الشباك. رغبة قلوب الصنوبر في تسجيل الهدف الثاني إلى جانب الحرارة الشديدة وارتفاع درجة الرطوبة والتي فرضت مجهودا بدنيا كبيرا على زملاء أحمد الحامي كلها عوامل واجهها النجم بصلابة أعصاب متناهية بفضل رصيد الخبرة التي يتمتع بها في تعامله مع مثل هذه العقبات الافريقية. بعيدا عن الشك هذه الهزيمة لا يجب أن تدخل الشك في الفريق خاصة انه أمامه فرصة للتدارك ورتق المعنويات والأكيد ان ممثل كرة القدم التونسية سيجد توازنه المعهود في مقابلة العودة بعد أسبوعين لأن الأسبقية التي حققها قلوب الصنوبر الغاني لا تعتبر مريحة مقارنة بما يمكن للنجم الساحلي أن يقدمه في مباراة سوسة إذا عرف كيف يشغل مهاراته وإعداد خطة تتماشى مع امكاناته البدنية خاصة بعد أن وقفنا على الرصيد البدني والفني للمنافس.