بالكاد ترتفع درجات الحرارة لترتفع معها «أصوات» الصراصير، صراصير فرق المزود والربوخات لتملأ الأمكنة بالضجيج وتحولها الى إسطوانات تحدث اهتزازا في النفس وخرابا في الاذن. وفي خضمّ هذا الجو الصاخب وهذا الوضع البائس الذي يتكرّر كلّ مساء تقريبا ويتواصل الى ساعة متأخرة من الليل. تجد نفسك مدفوعا الى السهر وانتظار الرحمة التي قد تأتي بمجرد أن تكف حناجر هؤلاء الصراصير. وقد تجهد نفسك في البحث في خضم الأصوات المتعالية عن صوت يطرب أو عزف متناغم بل حتى داخل الفرقة الواحدة ترى أن «عازفيها» غير متناغمين كل بناقوسه يدق والنتيجة اساءة للأغنية ولصاحب الأغنية وإساءة أيضا لصاحب الفرح. انها سلع مغشوشة يقدمها هؤلاء ويضحكون بها عن ذقون مستقدميهم وسامعيهم انها شكل من أشكال انتهاك الأعراض وتعديا على حرمة الفن وتحديا أيضا على راحة وطمأنينة البعض الآخر من المواطنين. فمن يوقف هؤلاء ويمنعهم من الاساءة لنا؟.. واللّه لا يضيع أجر المحسنين.