رغم ان كرة القدم لعبة جماعية فإن هناك بعض اللاعبين غير العاديين وميشال بلاتيني واحد منهم فهذا اللاعب فعل في نهائىات 1984 كل شيء بالكرة وبالمنافسين وحراس المرمى وكان وقتها يلعب لجوفنتس الايطالي وهو في افضل حالاته.. بلاتيني قاد فرنسا للانتصارات المتتالية الى ان وقع تتويج منتخب بلاده وقد سجل وقتها تسعة اهداف كاملة خلال تلك النهائيات اما بقية زملائه بالمنتخب الفرنسي فقد سجلوا اربعة اهداف اي ان فرنسا سجلت 13 هدفا منها تسعة لميشال الكبير خلال اربعة لقاءات فقط رغم انه لاعب وسط ميدان. الصحف الفرنسية وصفت اللاعب بأنه الفتى الذهبي لفرنسا بعد مساهمته الكبيرة في التتويج الاوروبي. قوى جديدة النهائيات الاوروبية الماضية اثبتت ان عصر ايطاليا انتهى وان روسيا توجت عندما لم تعط المنتخبات الكبيرة اهمية تذكر لكأس الامم وحتى فوز تشيكوسلوفاكيا بالكأس كان من خلال ضربة حظ.. اما المنتخب الذي اكد جدارته وتفوقه في كأس الامم الاوروبية فهو المنتخب الالماني وتكفي الاشارة الى انه فاز سنة 72 بالكأس وأدرك الدور النهائي سنة 1976 وخسر بضربات الجزاء وعاد للتتويج مرة ثانية سنة 1980 . البطولة السابعة التي دارت نهائىاتها بفرنسا شهدت ظهور قوى جديدة في المقابل انهارت بعض المنتخبات الكبيرة لأن التاريخ لا يلعب دائما مع اصحابه فماذا حدث في نهائيات فرنسا سنة 1984 التي غاب عنها المنتخب الايطالي بطل العالم سنة 1982 ونفس الشيء للمنتخب الهولندي الذي كان غيابه مفاجأة بكل المقاييس عن تلك النهائيات بينما ظل المنتخب الالماني وفيا لتقاليده عندما قاده كل من رمنيقا وفولر بأهدافهما الى الاراضي الفرنسية للعودة باللقب. انتهى عصر روسيا نهائيات سنة 1980 اثبتت ان عصر الكرة الروسية انتهى تماما واثبت ان تشيكوسلوفاكيا توجت بضربة حظ عندما سرقت الكأس من المانيا وهذه الاخيرة اكدت انها القوة العظمى والغول القادر على سحق كل المنتخبات بكبيرها وصغيرها... خصوصا وان ثلاث نهائيات على التوالي 727680 اكدت ا المانيا قوية سواء تغيّر المدرب او ذهب اللاعبون ليبقى المنتخب قويا مهابا في مثل هذه المواعيد الكبيرة لذلك كان ترشحه الى نهائيات 1984 بفرنسا منتظرا وكان المرشح البارز ليس لاقلاق المنتخبات القوية فقط بل للعودة مرة أخرى باللقب الاوروبي بعد ان سبق وتحصل عليه في مناسبتين خارج ارضه. صياح الديوك الفرنسية فرنسا استعدت كما يجب لهذا الحدث الكبير وكانت الغاية الاولى والاخيرة هي الحصول على اول كأس ليقع تصنيفها مع كبار القارة خصوصا ان المنتخب الفرنسي كانت به نجوم كبيرة ولامعة في ذلك الوقت فأسماء تيقنا ، جيراس، فرننداز، بلاتيني، والحارس جوال باتس كلها نجوم كبيرة ليست على المستوى الفرنسي بل في العالم. هذه المجموعة بقيادة المدرب مشال هيدلغو وبتشجيع جنوني من الجماهير التي وقفت بكل قوتها وراء هذا المنتخب حتى تمكن في نهاية المطاف من الحصول على الكأس بكل جدارة واستحقاق خصوصا وان المنتخب الفرنسي تميّز في تلك البطولة بتسجيله للأهداف في كل المباريات حتى جاءت ليلة 28 جوان التي صاحت فيها الديوك الفرنسية لتعبّر عن فرحتها بأول لقب كبير انتظرته اجيال طويلة. هدية أركونادا.. خلال المباراة النهائىة تحصلت فرنسا على ضربة مخالفة قبالة المرمى في مكان يحبذه بلاتيني وتقدّم ميشال وصوّب كرة سهلة وفي متناول الحارس الاسباني اركونادا لكن المفاجأة حصلت عندما تجاوزت الكرة الحارس الاسباني رغم انها لم تكن قوية مثلما عودنا بلاتيني. هذا الهدف الهدية من الحارس اركونادا اعلن اقتراب تحقيق الحلم الفرنسي وكان ذلك مع حلول الدقيقة 57 من عمر المباراة وحاولت اسبانيا تعويض هفوة حارسها لكن التفاف الدفاع الفرنسي حول باتس جعل الدقائق تمر كالدهر حتى تمكن المهاجم بلون في الدقيقة الاخيرة من اراحة الفرنسيين بتحقيق هدف التعزيز لفرنسا والتعجيز لإسبانيا. ارقام من البطولة السابعة * بلغ عدد الاهداف في تلك الكأس بالتصفيات والنهائيات 322 هدفا. * ميشال بلاتيني توج بلقب الهداف وله تسعة متبوعا بكل من الاشقر رمنيقا ومدرب المانيا الحالي فولر ولكلايهما سبعة اهداف. *الجماهير التي تابعت الدور النهائى تجاوزت 47 الفا. * الحكم هو التشيكوسلوفاكي كريستوف وقد انهى المدافع الفرنسي «لورو». * المنتخب الدنماركي كان مفاجأة تلك الكأس عندما وصل حتى للدور نصف النهائي وانهزم بضربات الجزاء ضد اسبانيا.