تونس –الشروق اون لاين – حاوره ناجح بن جدو قال المحلل السياسي اللبناني نضال السبع، إن زيارة فلاديمير بوتين الى انقرة ، ولقائه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ، لها دلالات عديدة من حيث التوقيت ، خاصة بعد اعلان دونالد ترامب ، نيته الانسحاب من سوريا. ولفت السبع، في تصريحات خاصة ل"الشروق اون لاين "، اليوم الاربعاء انه ليس من قبيل الصدف ان يختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، انقرة للقيام باول زيارة خارج بلاده بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية في مارس الماضي . كما ان هذه الزيارة تاتي تتويجا للتعاون النووي بين البلدين ، حيث وضع الرئيسين حجر الأساس لتدشين مشروع مشترك لبناء أول محطة للطاقة النووية جنوبيتركيا ، اضف الى ذلك وهو الاهم التعاون الامني والعسكري والسياسي في سوريا . وتابع المحلل السياسي اللبناني : "ان التعاون التركي الروسي في سوريا ، فتح الابواب امام تعاون اوسع فى المجال النووي ، مشيرا الى ان بناء محطة “أكويو” للطاقة النووية في محافظة مرسين بجنوبتركيا، تعتبر صفقة رابحة للطرفين ، خاصة ان تكلفتها تبلغ 20 مليار دولار، ومن المفترض ان تكون جاهزة للعمل والانتاج فى عام 2023 ، حيث ستوفر 10 بالمئة من احتياج البلاد للطاقة الكهربائية ، كما ان هذا الاتفاق بين الطرفين ، يشمل مشاريع طاقة أوسع مع روسيا، تتضمن خط أنابيب غاز “ترك ستريم”، والذي تقدر تكلفته بأكثر من 12 مليار دولار، والذي سوف يغذي تركيا بالغاز الروسي ، اضافة الى جنوب أوروبا. واردف السبع قائلا : صحيح ان العلاقة التركية الروسية شهدت بعض التباين على خلفية الازمة السورية ، الا ان زيارة الرئيس فلاديمير بوتين الى انقرة في 28- 9- 2017 ، كانت نقطة تحول كبرى ، في العلاقة بين الطرفين ، تكللت بعملية غصن الزيتون التركية ، كما انها انتجت تفاهم على المسار السياسي ، حيث شهدنا التعاون التركي بانجاح مؤتمر سوتشي ، والذي رعته موسكو وسبب انزعاج الولاياتالمتحدة ، مشيرا الى ان القمة الثلاثية والتي سوف تجمع الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس رجب طيب اردوغان والرئيس حسن روحاني ، سوف تخصص لبحث الملف السوري ، والاستعداد لمرحلة ما بعد الانسحاب الامريكي من سوريا ولفت السبع ، الى ان دعم الولاياتالمتحدة للقوى الكردية على الحدود التركية الجنوبية ، دفع رجب طيب اردوغان للتعاون مع موسكو ، خاصة ان الادارة الامريكية كانت تراوغ طوال سنوات الازمة السورية ، ولا تشرك تركيا بالاهداف الحقيقية للتواجد الامريكي في الشمال ، كما انها لا تعطي اجابات واضحة حول حجم الدعم الامريكي العسكري للقوى الكردية واردف السبع قائلا : ان التعاون والتقارب بين موسكوانقرة والذي انتح تفاهم مع طهران حول ملفات عديدة ، كفيل بدفع العلاقة التركية السورية نحو تفاهم الحد الادنى ، بعد ان ادرك الاطراف المختلفة حقيقة الاهداف الامريكية في سوريا ، والتي لا تستهدف بنية النظام السوري ووحدة الاراضي السورية فقط ، بل التركية ايضا ، من هنا علينا ان لا نستغرب ، اذا ما شهدنا تقارب تركي سوريا ، يسعى له فلاديمير بوتين في المرحلة المقبلة.