أكد الزعيم الليبي معمر القذافي في تصريحات له الليلة قبل الماضية أن مشروع «الشرق الأوسط الكبير» الذي يتردد عنه الحديث في الفترة الأخيرة إنما هو مجرّد شعار لا معنى له معتبرا أن الدعوة إليه هي دعوة عنصرية هدفها التفريق بين العرب الأفارقة والأفارقة غير العرب. كما تحدث الزعيم الليبي في ختام مشاورات أجراها مع مسؤولين أفارقة عن بعض القضايا التي لها علاقة بالاتحاد الافريقي الذي أعرب عن اطمئنانه حياله. وأوضح الزعيم معمر القذافي في مقابلة صحفية خصّ بها وكالة أنباء الجماهيرية ووكالة أنباء عموم افريقيا أن مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يتردد الحديث عنه حاليا لا علاقة للاتحاد الافريقي به. مشروع... عنصري وأكد في هذا الصدد «إننا نسمع بهذا المشروع ولكن لا علاقة لنا به مشددا على عدم وجود أي رابط يربط شمال افريقيا بالشرق الأوسط من جميع النواحي». وأضاف «إن ما يتم طرحه في هذا الخصوص هو شعار لا معنى له وليس له أي مدلول..». وأوضح الزعيم الليبي أن اتحاد المغرب العربي الذي تترأسه ليبيا حاليا لا علاقة له أصلا بالشرق الأوسط إذ تفصله عنه من الناحية الجغرافية مصر والبحر الأحمر وقناة السويس وسيناء وخليج العقبة والتي تشكل جميعها جغرافيا من اليابس والماء تفصل شمال افريقيا عن الشرق الأوسط. واعتبر أن منطقة المغرب العربي لا مصلحة لها في الشرق الأوسط وفي مشاكله باعتبار أنها منطقة تختلف في كل شيء عن افريقيا مضيفا إننا لا نقبل أبدا تجزئة القارة الافريقية ولم نقبل أو نقرر الانضمام الى الشرق الأوسط. وتابع يقول «إن الشرق الأوسط نفسه لا يستطيع أن يبين موقعه ولكن مهما كان الأمر فهو في الشرق ونحن في الغرب معتبرا أن الدعوة إليه إنما هي دعوة عنصرية يراد من ورائها التفريق بين العرب الأفارقة والأفارقة غير العرب». وأشار القذافي الى أن هذه الدعوة العنصرية قديمة تمّ تحطيمها من خلال الاعلان عن قيام الاتحاد الافريقي.. «قطار»... إفريقيا وأوضح الزعيم الليبي أن تأسيس الاتحاد الافريقي ونشأته في مدينة سرت وفي شمال القارة الافر يقية وانطلاقه في ديربن بجنوبها لم يكن محض صدفة وإنما جاء مقصودا ليبيّن أن محور سرت ديربن هو العمود الفقري للاتحاد الافريقي مؤكدا أن هذا المحور قد حطم ما كان يتم الترويج له حول فكرة الفصل بين شمال القارة وجنوبها. وفي ردّه عن سؤال حول مشاركته في قمة الاتحاد الافريقي القادمة في أديس أبابا أوضح القذافي أنه لن يحضر هذه القمة لأن قطار الاتحاد الافريقي قد وضع على السكّة وبدأ يتحرّك ولم يعد محتاجا الى من يدفعه. وأضاف «لقد كان دوري وضع القطار على السكة لكي يتحرك.. والآن بعد أن انطلق هذا القطار فإني مطمئن على مسيرة الاتحاد الافريقي». لكن الزعيم الليبي أوضح أنه وإن كان سيتغيب عن القمة القادمة للاتحاد الافريقي فإن هذه القمة ستخرج بقرارات وتصورات سياسية واقتصادية ودفاعية ستنقل افريقيا من حال الى حال في حال تمّ تطبيقها.