ولادتهم كانت حدثا ، وختانهم كان يوم الإربعاء الماضي الموافق لليلة القدر أو ليلة 27 رمضان حدثا كذلك ..هم التوائم الأربعة قيس وقصي والحسن والحسين الذين رأوا النور في شهر مارس من سنة 2007 بمنطقة بوعكازين من ولاية صفاقس ..وهم الذين ختنوا مؤخرا بدعم من « ليونس ياسمين صفاقس» «الشروق» واكبت لحظات «الطهور» كما واكبت منذ سنتين ونصف ولادة ال4 توائم .. الساعة كانت تشير إلى التاسعة صباحا لما تحولنا إلى المصحة الخاصة التي ينتظر أن تستقبل التوائم قيس وقصي والحسن والحسين ..المصحة كانت تعج بأطفال صغار فضل أولياؤهم وفق بعض عاداتنا ختانهم في ليلة القدر .. ختان جماعي بالمصحة إلتقينا برئيس « ليونس ياسمين صفاقس» الوجه الجمعياتي المعروف السيد وسيم الزواري الذي كان منهمكا مع عدد كبير من أعضاء منظمته في تقديم بعض الهدايا للأطفال الصغار مع الإطمئنان على صحتهم .. المنظمة وحسب رئيسها تضم 56 عضوا ناشطا وقد تأسست منذ أقل من شهرين لكنها نجحت في هذه الأيام القليلة في تنظيم العديد من الأنشطة التي جمعت بين البعدين الثقافي والإنساني ، فمن فحوصات استكشاف للبصر بجبنيانة إلى هدايا بالمحرس بقرية «الآس أو آس» ، إلى إعانات لكبار المعوقين بصفاقس مع سهرة رمضانية بفندق الحدادين ..نشاط مكثف حدثنا عنه السيد وسيم الزواري ذاكرا مجهود كل الاعضاء بوبكر الكراي وإيمان الطرابلسي سحنون وسوسن الزواري شطورو ومحمد بن عرب وهشام اللومي ومحمد الحبيب كشو ووسيم عبيد وغيرهم في إنجاح الأنشطة التي توجت بختان أكثر من 30 طفلا بمساعدة سخية لأطباء وقفت «الشروق» على تحمسهم للأعمال الخيرية في هذا الشهر المبارك .. كنا نتحدث عن نشاط الجمعية لما استمعنا إلى زغاريد من هنا وهناك في باب المصحة تعلن عن وصول التواتم الأربعة ووالدهم ناجح وأمهم حبيبة وبعض أفراد العائلة الذين لم يفوتوا الفرصة للتعبير عن فرحتهم ب « الختان الجماعي» .. ملابس تقليدية جذابة أعين الفضوليين وغير الفضوليين كانت تتطلع لرؤية الرباعي وهم يرتدون ملابس «الطهور» المعروفة عندنا والمتكونة أساسا من الجبة والشاشية والبلغة وطبعا السروال العربي ..الأعين كانت تتطلع والألسن كانت تقول « اللهم صلي على سيدنا محمد» كل يرددها على طريقته الخاصة في يوم رمضاني خير من ألف شهر.. إلى الغرفة 108 بالمصحة كان المستقر ، وهناك كانت بعض الصور العائلية وسط الزغاريد وتبادل التهاني بالختان جعله الله مباركا على الرباعي وعلى كامل أفراد العائلة الذين اغتنمت «الشروق» الفرصة للتحدث إلى بعضهم عن قيس وقصي والحسن والحسين، ولئن تنوعت الروايات فإنها اتفقت على أن عائلة السيد ناجح غناي بمنطقة بوعكازين بالمحرس والتي أصبحت تتكون من 8 أفراد أم وأب و6 أطفال تحتاج إلى مساعدات نظرا للمرض المزمن الملم بالأب والذي يستوجب علاجا وعملية جراحية كلفتها عالية .. السيد ناجح نقل إلينا معاناته هذه لكنه أكد أن هذه المعاناة سرعان ما تذوب مع أبنائه الذين جعلوه لا يفكر إلا «بالأربعة» أي 4 حلوى ، 4 شوكولاته ، 4 كورات ، 4 لعب .. الحياة عنده هي رقم أربعة مع توائمه الذكور حفظهم الله .. كنا نتحدث عن هذه الأمور في وقت انطلقت فيه عمليات الختان بالتبنيج وسط انتظارات وزغاريد الأهالي ابتهاجا بالختان الجماعي الذي لأول مرة تسجل صفاقس ختانا مماثلا له أي ختان يضم 4 أخوة توائم ..