هناك مهرجانات يصنعها أفراد، ومهرجان فنون الفرجة بمدينة جمنة من ولاية قبلي أحد هذه المهرجانات التي لم تكن لتوجد لولا مبادرة المسرحي المهاجر حافظ خليفة المقيم في روما الذي استطاع في السنة الماضية أن يؤسّس في جمنة مهرجانا لفنون الفرجة ورغم محدودية الدّعم المالي أصرّ حافظ خليفة على تنظيم الدورة الثانية التي انتظمت مؤخرا من 10 إلى 14 سبتمبر في جمنة بمساهمة الكشّافة ومجلس التصرّف ومعتمدية قبلي الجنوبية والمندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث والمجلس الجهوي لولاية قبلي والدّعم التقني لبلدية جمنة. المهرجان في دورته الثانية نجح في خلق حركية ثقافية لكنه لا يمكن أن يستمر ما لم تتدخّل بلدية جمنة لدعم المهرجان ماديا على غرار بلديتي دوزوقبلي في دعمهما لمهرجاني المدينة وخاصة بلدية دوز التي أسّست المهرجان وأنفقت عليه بشكل شبه كامل. إلى جانب مهرجان فنون الفرجة الذي اختتم منذ أيّام يواصل حافظ خليفة تجربته مع الكاتب إبراهيم بن عمر الذي كتب العمل المسرحي الأخير لفرقة بلدية دوز للتمثيل «حس القطا» التي حقّقت نجاحا كبيرا على غرار أعماله السّابقة مثل «عود رمّان» و«عودة الغائب». بداية من الأيام الأولى لعيد الفطر المبارك يبدأ حافظ خليفة في مدينة دوز وتحديدا في مسرح الجيب التابع لفرقة بلدية دوز التمارين لاعداد مسرحيته الجديدة «زرّيعة إبليس» التي كتبها إبراهيم بن عمر انطلاقا من مسرحية «الخادمات» و4 ساعات في شاتيلا والفلسطينيون لجان جينيه وتجمع هذه المسرحية بين دليلة الفتاحي وجليلة بن يحيى ونورهان بوزيّان وهاجر سعيد ومنصور الصغير. وهذه المسرحية التي حازت على منحة انتاج من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث سيكون عرضها الأول في منتصف شهر نوفمبر في العاصمة كما ستكون لها سلسلة عروض في العاصمة الايطالية روما وبعض المدن الايطالية الأخرى. ويذكر أن حافظ خليفة مقيم في روما منذ أكثر من عشر سنوات بعد تخرجه من المعهد العالي للفن المسرحي وسبق له ان قدّم مجموعة من المسرحيات في إيطاليا مثل «الخادمات» و«روميو وجولييت» إلى جانب مشاركات سينمائية وتلفزيونية وهذا العمل هو الأول الذي ينجزه بدعم من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث.