غريب ما يصدر عن بعض الفنيين ممن يجدون أنفسهم في بعض الأحيان مستغنى عنهم بشكل لا يليق بتاريخهم وبإنسانيتهم وبطموحهم فينتشلهم آخرون ويمنحونهم الفرصة لمعاودة الوقوف على الأقدام مجددا لكنهم لا يستنكفون عن عض اليد التي تمتد إليهم غير مبالين بما قد تتعرض له هذه الأندية من صعوبات. فالمدرب الجزائري عز الدين آيت جودي الذي استقدمه مسؤولو النادي الصفاقسي خلال الصائفة المنقضية وسلموه المقاليد الفنية لتدريب فريقهم قبل أن يقيلوه نتيجة عدم توفقه في تحقيق النتائج المرجوة والمنتظرة فضلا عن انفلات زمام الأمور داخل فريق الأكابر من بين يديه واعتماده على سياسة التكتلات التي أضرت بالمجموعة إنتشله الترجي الجرجيسي من حالة البطالة الإلزامية التي وجد نفسه قابعا فيها ومنحه فرصة مواصلة مشواره التدريبي في بلادنا حتى لا يعود إلى بلده مكسور الخاطر، لكن هذا الفني وعوض أن يقبّل اليد التي إمتدت له ويبقي نفسه أسير «مزية العكارة» عاملهم معاملة مختلفة تماما نستغرب صدورها من آيت جودي الذي أبدى إستعداده في تصريح صحفي له صدر أمس الثلاثاء في جريدة «الهداف» الجزائرية للعودة إلى فريقه السابق شبيبة القبائل متى طُلب منه ذلك بل أردف أنه مستعد لترك كل شيء في تونس، ويعني الانسحاب من تدريب ترجي جرجيس، والحضور إلى تيزي وزو (مدينة الفريق القبائلي) في ظرف أربع وعشرين ساعة، وحتى لا نتهم بالتقوّل على آيت جودي نورد التصريح الذي أمدّ به الصحيفة المذكورة حرفيا «يجب أن تعلموا أن العلاقة بيني وبين الرئيس حناشي (يقصد رئيس شبيبة القبائلي) ليست بالشكل الرهيب الذي قد يتصوره البعض، فكل ما في الأمر هو أننا وقعنا في سوء تفاهم حاول أعداء القبائل أن يصوّروه على أنه خلاف دفين وما شابه ذلك، أنا اليوم في تونس، وأتلقى مكالمات البعض الذين يتصلون بي في الكثير من الأحيان للتعبير عن رغبتهم في رؤيتي مجدّدا في الفريق القبائلي، وما أودّ قوله إلى هؤلاء إنني سأكون في تيزي وزّو في ظرف 24 ساعة إذا طلبتني الشبيبة رسميّا وسأعود إلى قيادة الشبيبة نحو الأفضل دائما، لأنها كانت وستظل عائلتي الثانية». وهو ما يعني أن الفني الجزائري الذي فتح له أبناء جرجيس أبواب ناديهم على مصراعيها ومنحوه ثقتهم وأموالهم ووضعوا مستقبل ترجي الجنوب أمانة في عنقه لن يأبه بأي إستحقاقات لفريق عاصمة الزياتين وأنه لو وصله عرض من شبيبة القبائل قبل أي مباراة للترجي الجرجيسي ولو بيومين فإنه سيترك «العكارة» يتدبرون أمرهم ولا شأن له بهم وبناديهم الذي ظهر أن «الخو» وافق على تدريبه لمجرد ملء وقت فراغه وقضاء عطلة سياحية مدفوعة الأجر بالملايين وبالعملة الصعبة.