أنزل مؤخرا الستار على فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الجاز بسوسة والتي افتتحت يوم 17 أكتوبر بحفل أكيد سيبقى في البال تنظيما ومضمونا أمّنه المبدع فوزي الشكيلي ولم تقل عنه ابداعا الحفلات التي تلته من طرف محمد علي كمّون وفرقة سوسة جاز باند والتي وثقت مع حفل الاختتام الابداع التونسي في مجال هذه النوعية الموسيقية التي استقطبت جماهير مكثفة توافدت على المسرح البلدي مدّة المهرجان. حفل الاختتام عزف سمفونية إبداعه الموسيقي نبيل خمير صاحب التتويج العربي والافريقي في مهرجان الآلات الموسيقية العالمية بالولايات المتحدةالامريكية وعرف الى جانب ابداعه الموسيقي بآلة الراي جام التي تجمع العود بالڤيتار وهي الوحيدة في العالم ومن اختراع نبيل. الجاز يتكلّم تونسي كان نبيل خمير طوال السهرة وفيا لخصوصية هذه النوعية الموسيقية التي يغيب فيها الغناء ويكون العزف والعازف هما بطلا العرض علما بأن عرض نبيل تضمّن 7 مقطوعات موسيقية من جملة 10 تضمّنها «ألبوم» «حكاية وسهرية» والتي فضّل أن تكون مفتتح السهرة تلتها مقطوعات «عروس البحر»، «تونسية»، «شروق» جيتان، حنين واختتم الحفل بمقطوعة نالت التتويج بأمريكا وهي «Inever give up». مفاجأة السهرة فاجأ نبيل خمير الحاضرين بدعوته مدير المهرجان حاتم هميلة وهو أستاذ موسيقي بالمعرض الحالي للموسيقى بسوسة اختصاص ايقاع لاخذ مكان بين بقية العازفين وقد شاركهم في عزف مقطوعتين جلبت هتاف الحاضرين وتفاعلهم. دورة التأسيس مؤشرات عديدة توحي بتأسيس هذه النوعية الموسيقية في سوسة بدءا بقيمة الفنانين والتنظيم المحكم وصولا الى الاقبال الجماهيري وهذا دون أن نلغي عاملا هاما قد يكون مساهما في نجاح هذه التظاهرة بدونه ولو بصفة غير مباشرة ونعني تأسيس مهرجان الجاز بطبرقة وأيضا بقرطاج واللذين رسّخا تقاليد لهذا الفن. وأكّد مهرجان سوسة للجاز أيضا بدعمه لمبدعين تونسيين قدرته على كسب الرهان الذي لن يفعل نجاحه الا بالاستمرارية.