نزل غازي الزغباني وتوفيق العايب ضيفين على جمهور الفن الرابع بمدينة سوسة في أول مصافحة لهما بمسرحية مستر ميم «Mister Mim»، وذلك مساء الخميس 5 نوفمبر بالمركز الثقافي سوسة في إطار أيام حضرموت لفن الممثل. واكب العرض جمهور محترم العدد تدعم بالشباب المشارك في مختلف الورشات المنظمة على هامش هذه التظاهرة وصاحبهم في الفرجة منشطو هذه الورشات للوقوف على أهم تقنيات فن الممثل في هذا العمل الذي شارك فيه بالاخراج غازي الزغباني والتمثيل توفيق العايب والتأليف الزغباني والعايب. «مستر ميم» عرض تموقع بين المونودراما والمونولوج بممثل اكتفى بتقمص شخصية واحدة وهي المنشط على حد تأكيد توفيق ولو أنه استحضر في العرض «شخصيات» أخرى بصفة عرضية... فاجأ توفيق الحضور بإتقانه لبعض الالعاب السحرية إن لم نقل خدعا إبهارية حازت على مساحة زمنية تعتبر طويلة مما خلق خلطا بين توفيق الممثل وتوفيق «الساحر» في ذهن المتفرج وبرزت وكأنها النقطة الجوهرية في العرض فطغى بهرج تلك الالعاب على شخصية «المنشط» وأعاقت في فترة من الفترات توفيق عن لعبته المسرحية رغم ما يختزنه من طاقة رفيعة المستوى في مجال الاداء. الشأن نفسه بالنسبة الى رقصة «الكلاكيت» والتي الى جانب توظيفها تتطلب أيضا شروطا تتعلق بتقنيات هذه الرقصة من حذاء خاص وأرضية مناسبة مما أضعف هذا المكوّن الفني في المسرحية. وقد علل توفيق ذلك في جلسة نقاش تبعت العرض بأرضية الركح غير المناسبة. «مستر ميم» بحق! إن كان المقصود بمستر ميم حسب توفيق من خلال لقاء جمعه ب «الشروق» هو السيد «المواطن» فإن توفيق كان في أدائه وفيّا الى حد كبير في تطبيق الحركات الايمائية كما تميز بليونة في الحركة وشحنة تعبيرية تعاملت بدقة مع الوضعيات المسرحية المؤداة ويبقى مجال الصوت في حاجة الى تركيز أكثر (بحكم طبيعة صوت توفيق). نقاش ساخن تشكلت بعد العرض حلقة نقاش حضرها الممثل والمخرج وجمعا من الحضور وتراوحت التدخلات بين الثناء والاستحسان والمجاملات وبين النقد الذي تراوح بدوره بين الجانب الاكاديمي والجانب الانطباعي وهذا ملخص لاهم التدخلات. عبر البعض عن انبهارهم بما قدمه توفيق من فرجة ولامه البعض الآخر على طول مدة العرض وهو ما خلق مللا لديهم فيما استغرب متدخلون آخرون وجود انفصال بين توفيق الممثل وتوفيق الساحر واعتبر أحدهم أنه لا توجد خصوصية لهذا العرض حيث بدا مشابها لمختلف مسرحيات «الوان مان شو»، وأكد منير العرڤي على أهمية النص والرسائل المراد تبليغها وعبّر علاء الدين أيوب عن عدم اعترافه بالوان مان شو كعمل مسرحي الى حد الاستنكار وفي المقابل نوّه بالمجهود الذي يبذله غازي في مجال الاخراج وثمّن أداء توفيق أما أنور الشعافي فقد لام الجميع بمن فيهم الصحافيين على اعتبارهم لمين النهدي مؤسس الوان مان شو في تونس وأضاف قائلا: «لمين النهدي مؤد فقط، لا يعترف بالمكوّنات الاساسية للمسرح كالاضواء، الازياء والصوت... وما قدمه الزغباني وتوفيق العايب مناقض تماما لما يقدمه لمين النهدي فما شاهدناه الليلة فرجة بأتم معنى الكلمة واهتماما مبالغ بمكوّنات المسرح نصا وإخراجا وسينوغرافيا وأداء» كانت التدخلات إذن متنوعة ومتعددة إلا أن الردود من طرف توفيق وغازي لم تكن مقنعة إذ اقتصرا على إجابات قصيرة ومباشرة تضمنت حماسا كبيرا من طرف توفيق.