في أقل من ثمانية أشهر تصطدم سفينة شحن اجنبية من جديد بالصخر المتحرك ببنزرت هي حادثة جدت في توقيت غير بعيد عن الأولى التي كادت تنذر بدورها بتاريخ 2242009 لولا ألطاف الله بحلول كارثة محققة بالقنطرة وحصول أضرار مادية وبشرية رهيبة تجندت للتقليل من وطأتها رغم صعوبة الانقاذ عملية اشبه بالمعجزة.. كانت الساعة تشير ليلة اول امس (الثلاثاء) الى السابعة والنصف تقريبا حينما كانت سفينة شحن إيطالية (سان ماري) في حالة خروج من ميناء بنزرت في اتجاه ليبيا وهي محملة بقرابة 3000 طن من المواد الاسمنتية... وقد تم تأمين كل الظروف للخروج في الموعد المحدد لذلك وخصوصا من عملية رفع الجسر. لكن هذه الباخرة اصطدمت فجأة حال هذه الحركة للمغادرة بعمود الجسر والرصيف الحديدي الذي هو معد في العادة لنزول السيارات السياحية.. طريق بنزرت منزل بورقيبة نجاعة التدخلات انقذت للمرة الثانية على التوالي جسر جهة بنزرت من كارثة كادت تكون جسيمة العواقب.. وكانت «الشروق» قد انتقلت على عين المكان حيث أكدت بعض المصادر الموثوق بها ان هذه الحادثة أربكت لمدة حددت بثلاث ساعات حركة المرور على مستوى الجسر حيث بلغ طابور الانتظار بالنسبة للسيارات عمق الشوارع ودواخل مدينة بنزرت. كما استحال المرور مما دفع الكثير من المسافرين ولاسيما في مستوى خطوط بنزرت منزل جميل وبنزرت الجنوبية وباتجاه تونس الى الالتجاء لفترة طويلة الى استعمال طريق بنزرت منزل بورقيبة الذي غالبا ما لا يستغل إلا في الحالات القصوى لتعذّر الوصول عبر الجسر المتحرك. حادثة ولكن! ما يمكن الاشارة اليه في خاتمة هذا المقال هو مجموعة من التساؤلات التي ما تزال تطرح وبإلحاح حول وضع الجسر المتحرك ببنزرت؟ وماذا لو كان حجم هذه السفينة أكبر وحمولتها أكثر وزنا؟ وذلك في ظل استقبال ميناء بنزرت التجاري يوميا لعديد السفن التي تقصده من مختلف أنحاء العالم. وبالنظر الى تواتر مثل هذه الحوادث وعمق الخسائر التي كادت تؤدي اليها مثلا حادثة اصطدام سابق لسفينة شحن بنغالية حاولت الارساء على رصيف الميناء التجاري ببنزرت دون جدوى وهي محملة بما لا يقل عن 12 ألف طن من السكر إضافة الى وزنها الضخم.. حيث كانت الساعة تشير الى التاسعة وبضع دقائق من ليلة شهر افريل الفارط حيث كان ارتطام السفينة خفيفا بالأعمدة الخرسانية للقنطرة ونجاعة اللجوء في الوقت المناسب وبنجاح للجرارين التونسيين (رفراف وجومين) وإنقاذ القنطرة المتحركة من خسائر كادت تجعل منها أثرا بعد عين بما حوت وما حملت!!! جهود بالجملة.. وكانت السلط الجهوية بولاية بنزرت قد اتخذت إبان هذه الحادثة جملة من الاجراءات الحمائية والوقائية بميناء بنزرت تمثلت بالخصوص في تركيز عجلات مطاطية على أعمدة المرفإ التجاري وكذلك الجسر المتحرك على حد سواء وتدعيم تأمين دخول البواخر الميناء بالجرارات المصاحبة..