تونس (الشروق) حوار: محسن عبد الرحمان كشف فيلم «الدواحة» أو «أسرار مدفونة» للمخرجة رجاء العماري، والذي يبدأ عرضه اليوم، الخميس 03 ديسمبر 2009، في القاعات التجارية بتونس، عن وجود مواهب نسائية تونسية كثيرة في مجال التمثيل ما كانت ستعرف لولا مشاركتها في هذا العمل السينمائي. ومن هذه المواهب التي قد تبدو غريبة عن الشاشة، سواء الكبيرة أو الصغيرة، الممثلة وسيلة الداري التي تقوم بدور الأم والجدة في آن واحد في الفيلم. وقد أجمع النقاد الذين شاهدوا «الدواحة» سواء من تونس أو من الوطن العربي، على إبداع هذه الممثلة في الأداء خصوصا وأن الدور الذي تؤديه من الأدوار المركبة الصعبة. «الشروق» حاورت الممثلة وسيلة الداري فكان الحديث التالي: من هي وسيلة الداري ولماذا تأخر ظهورها على الأقل في التلفزة؟ وسيلة الداري ممثلة تونسية منذ أكثر من عشرين عاما، شاركت في مسرحيات عديدة منها «يا بحر قلّي» للطيب السهيلي و«دنس» لدرة شمام إنتاج مسرح نجمة الشمال و«صورة عائلية» لزهير الرايس، كما عملت السينما ولو بنسبة قليلة في «دار جواد» لعايدة بن علية وهو فيلم روائي طويل لم يظهر بعد، و«عصافير المدينة» لإقبال شقشم و«حفار القبور» لغانم غوار و«شارع تانيت» لفيصل شمام، وحديثا فيلم «الدواحة» لرجاء العماري. رغم كل هذه الأعمال التي تبدو محترمة من حيث العدد، فإن الجمهور لا يعرفك؟ ربما!.. وأعتقد أن الجانب الناقص في مسيرتي هو العمل في التلفزة، وأقصد المسلسلات التي تبقى أساس الشهرة. وما هي أسباب غيابك في المسلسلات؟ أعتقد أن هذا السؤال من المفروض توجيهه الى المخرجين في التفلزة. هل نفهم من إجابتك أن المخرجين في التلفزة لا يملكون عينا احترافية في اختيار الممثلين؟ ربما!.. وإلا كيف اختارتني رجاء العماري لفيلم «الدواحة»، أعتقد أنها الوحيدة التي آمنت بقدراتي فمنحتني دورا رئيسيا، وهو أول دور بطولي أقوم به في السينما. وكيف وقع اختيارك لفيلم «الدواحة»؟ شاركت في الكاستينغ ممثل كل الممثلين الذين عبروا عن رغبتهم في العمل في الفيلم. وهنا أدعو بالرحمة الى الراحل سمير العيادي لأنه هو الذي أعطى رقمي الى أصحاب الفيلم حتى يتصلوا بي، وفعلا تمّ الاتصال بن فالتقيت بالمخرجة رجاء لعماري التي أعجبت بي ومنحتني السيناريو ثم بدأنا التمارين على الدور. وهل أعجبك الدور؟ شعرت وكأنه كتب لي خصيصا، وقد أعجبني كثيرا لأنه من الأدوار المركبة، التي تقوم أساسا على المشاعر الباطنية، والصمت والنظرات المعبرة، فهو دور الأم والجدة في آن واحد، وكما تلاحظ، فإن الحوار قليل في الدور وفي الفيلم عموما. وكيف كان شعورك وأنت تشاهدين نفسك على الشاشة لأول مرة؟ على الشاشة أم في الفيلم! في الفيلم! بصراحة لم أكن أعتقد أن ظهوري وأدائي أساسا سيكون في ذلك المستوى. حقيقة لقد فوجئت بأدائي مثلما صدمت بشخصيتي في الفيلم لم أكن أتوقع أنني مخيفة وشريرة الى هذا الحدّ علما وأنني وديعة وطيبة في الواقع. ماذا تنتظرين من هذا الفيلم؟ أن يفتح لي أبواب العمل في السينما والتلفزة وأعتقد أن موهبتي ظلت مدفونة وقتا طويلا مثلها مثل بطلات الفيلم الثلاث اللاتي ظللن مدفونات في قبو القصر. أنت تعلم أن المخرجين في تونس ينظرون الى وجه الممثلة قبل الكفاءة والقدرة على الأداء أو التمثيل أي كدمى جميلة وهذا ما يحرم العديد من المواهب من العمل في التلفزة والسينما.