كما أن للفشل مشاكل فإن للنجاح كذلك مشاكله، وأقصد بالنجاح تحسّن النتائج والمردود وأجواء الفريق منذ قدوم المدرب سفيان الحيدوسي، حيث رافقت هذه المرحلة الجديدة البعض من المشاكل التي سيطرت تفاصيلها على أحاديث الاحباء بغثها وسمينها وبمزايداتها طبعا. وإذا كنا نعرف أن العديد من حلقات النقاش تنتهي الى ركن مهجور نتيجة داء العناد وأن الكثير يعبّر عن كل ما يسعى الى وصوله في قرارة ضميره ويعتبره الحق، فإن الهيئة المديرة ممثلة في شخصي النائب الاول لرئيس الجمعية السيد عبد الكريم جبنون ورئيس فرع كرة القدم السيد عبد المجيد السماعلي، أخذ مأخذ الجد موضوع معالجة المشكل القائم بين المدرب سفيان الحيدوسي من جهة والاطار الطبي لفريق الاكابر المتكوّن من الدكتور طارق فريعة وأخصائي العلاج الطبيعي السيد ياسر الشتيوي. «الشروق» اتصلت بأطراف المشكلة وتولّت بدورها تقريب وجهات النظر بعيدا عن الاثارة وتعميق الجراح بين أبناء العائلة الواحدة وجمعت هذه الآراء: المدرب سفيان الحيدوسي: لا يمكنني السكوت عن الأخطاء كرة القدم تطورت بشكل كبير وأصبح دور الاطار الطبي هاما جدا خاصة في الفرق المحترفة، حيث لا يمكن العمل دون حضور الاطار الطبي ولا كذلك التصرف في الرصيد البشري في غياب التواصل بين المدرب والمعد البدني وطبيب الفريق ومساعده. لكن مع الاسف هذه الخوارق وجدتها في الترجي الجرجيسي ولا يمكنني السكوت عنها باعتبار خطوتها. وأنا لا أتهم الاطار الطبي بالتقصير في القيام بواجباته وعنايته بصحة اللاعبين إنما المشكلة تتمثل في عدم وصول المعلومة والتقارير المتعلقة بإصابات اللاعبين وحالاتهم الصحية وهذه المهمة موكولة لمساعد الطبيب الذي لم يكلف نفسه تبليغ الاطار الفني ما قاله له الطبيب مثلا الحارس حسان اليحياوي لا أعرف عن حالته الصحية أي شيء والامثلة عديدة ولا فائدة في ذكرها باعتبارها شأن داخلي فقط أطالب بالتواجد الدائم لاخصائي العلاج الطبيعي أثناء التمارين وخلال إقامة الفريق بالنزل... «الميزانية كبرت والكرة تطورت وأصبح الاستعداد البدني والصحي قادرا على صنع الفارق في المقابلات»... السيد باسم الشتيوي (أخصائي العلاج الطبيعي): أولا وجب التذكير بأن باسم الشتيوي له من الخبرة 14 سنة اطلع خلالها على كل جديد في الميدان وقد حضي ولايزال بالاحترام والرضاء من كل المدربين الذين تعاقبوا على الادارة الفنية للفريق، هذا الفني في اختصاصه فوجئ بموقف الحيدوسي منه ولاح متأثرا بما حصل له مخيّرا أخذ رأي الجمعية في الحكم على عمله والرد على اتهامات الاطار الفني. الدكتور طارق فريعة (طبيب الفريق): باسم... بريء «أخصائي العلاج الطبيعي باسم الشتيوي أطّرته منذ أن كنت في العاصمة وقد أظهر حبا كبيرا لعمله بما ساعده في الاستفادة من حلقات التكوين والتوجيهات وهو دائم الاستعداد للتضحية من أجل فريقه وأنا أتحدى من يعتبر أن بعض الفرق حتى الكبرى منها لها أخصائي علاج طبيعي بقدرات باسم الذي بالرغم من كفاءته العالية فإنه لم يحصل أن تجاوز في يوم من الايام طبيب الفريق، تصوّر أنا وباسم وفي العديد من المرات نصل مع الفريق الى جرجيس في ساعات الصباح الاولى (الرابعة أو الخامسة) وعوض العودة الى منازلنا لاخذ نصيب من الراحة، نتوجّه الى مراكز عملنا هو بالمستشفى وأنا بعيادتي ثم ان السيد باسم يقضي عطلته السنوية في التربصات مع الفريق على حساب راحته وعائلته. موقف الهيئة اتصل بنا السيدان عبد الكريم جبنون وعبد المجيد السماعلي مشددين على حرصهما الكبير من أجل حل هذا المشكل في القريب العاجل وبالتحديد قبل استئناف التحضيرات، واصفين الذي حصل بين أبناء العائلة الواحدة خلاف بسيط وناتج من جهة عن حرص كبير من المدرب سفيان الحيدوسي وعنايته الفائقة بجاهزية لاعبيه الصحية استعدادا لمرحلة الاياب ورغبته في التعاون والتنسيق بوتيرة أقوى من الاطار الطبي، ومن جهة أخرى نحن لا نشك في قيمة العمل الكبير والمجهود والتضحيات التي يبذلها الدكتور رضا فريعة ومساعده باسم الشتيوي بما يفرض علينا تطويق هذا المشكل وتقريب وجهات النظر من أجل مصلحة الترجي الجرجيسي.