قبل ساعات من سفر المنتخب الوطني لكرة اليد الى سويسرا للمشاركة في دورة يالو كاب ومن بعدها الىفرنسا لخوض غمار دورة ماران الدولية التقت «الشروق» بمدرب المنتخب الوطني آلان بورت في حوار يهم كل المسائل المطروحة والتي تشغل بال الرياضيين المهتمين باليد التونسية. في هذا الحوار تكلم آلان بورت عن احتمال عودة تاج والميساوي وبطولة افريقيا للامم وغيرها من المواضيع... في ما يلي نص الحوار. لنبدأ من موضوع الساعة الذي يشغل عائلة اليد التونسية قبل شهر تقريبا من بطولة افريقيا للأمم ونعني امكانية استدعاء مكرم الميساوي وعصام تاج للمنتخب؟ رأيي في هذا الموضوع لم يتغير... أنا أر يد دوما أفضل اللاعبين في المنتخب... إذا كانا يستحقان العودة فلن أتردد في ضمهما... بقي أن مشكل هذين اللاعبين وقبل أن يكون رياضيا، يتعلق أساسا بالانضباط والانصهار التام صلب المجموعة. في تقديري الخاص لاعب النخبة يجب أن يكون ممتازا فنيا وبدنيا وأيضا من حيث السلوك... المسألتان مرتبطتان ارتباطا وثيقا وأنا احترم جدا قرار الجامعة القاضي بمعاقبتهما فلو لم يتجاوزا الحدود لما تم ابعادهما. المعطيات التي بحوزتنا تؤكد على أن الجامعة تتجه فعلا للصفح عن اللاعبين؟ حتى الآن لم يصلني أي اشعار في هذا الموضوع... وربما حدث ذلك في ا لأيام القادمة... عندها سأختار وسأقرر... استدعاء اللاعبين حسب ما فهمنا من كلامك فرضية مطروحة؟ عصام ومكرم لاعبان دوليان ووجودهما في المنتخب لم يكن وليد الصدفة طبعا... حاليا هما ينشطان بانتظام في مونبلييه وجمعية الحمامات لكن السؤال المطروح هل سيكون هناك لاعبون افضل منهم في مركزيهما (حراسة المرمى ولاعب الدائرة) وهذا طبعا الى جانب الذي ذكرته آنفا أي الانضباط... هذا لا يمنعني مع ذلك من القول أن عصام تاج يبقى حاليا من أفضل اللاعبين في العالم في مركز لاعب الدائرة. هل توافقني الرأي في أن مستوى البطولة التونسية قد تراجع؟ تراجع المستوى مسألة طبيعية جدا إذا أخذنا بعين الاعتبار مغادرة أحسن اللاعبين نحو فرق أوروبية وخليجية وأخصّ بالذكر صبحي سعيد وأيمن حماد وسليم الهدوي ويسري الغالي وغيرهم. الأندية أصبحت تعوّل حاليا علىشبان يفتقدون للخبرة وهذا يؤثر بالطبع على القيمة الفنية للمباريات...وجود الشبان يبقى رغم هذا ضروريا. هل هنالك أسماء معينة من الشبان لفتت انتباهك خلال الموسم الحالي؟ ما لاحظته شخصيا هو أن اللاعبين الشبان الذين ينشطون صلب الأندية بانتظام منذ 3 أو 4 سنوات مستواهم افضل بكثير من الشبان المنتمين لمنتخب الأواسط على غرار سامي ياسين وبسام المرابط. بماذا تفسر ذلك؟ الشبان الموجودون حاليا في منتخبات الشبان لم يلعبوا تحت الضغط ولم يخوضوا مباريات دولية قوية وهذه رسالة للادارة الفنية المطالبة ببرمجة تربصات ومباريات على أعلى مستوى، وأفتح قوسا هنا لأؤكد على أنه سيكون من الصعب على منتخب الاصاغر اعادة الانجاز الذي تحقق في المونديال الاخير بتونس فكل المنتخبات تتحسن وبالتالي لا يجب أن نتصوّر بأن الحصول على المرتبة الرابعة مستقبلا سيكون في المتناول. نأتي الى بطولة افريقيا للأمم بالقاهرة، ما هي حظوظنا؟ سنحاول تحقيق تطلعات كل التونسيين، أي الفوز باللقب... نحن نملك الامكانات لبلوغ هذا الهدف لكن ما يشغلني بجدية هو الحالة البدنية والذهنية التي سيكون فيها اللاعبون... المهم أن يكون الفريق جاهزا من هذه الناحية وبعدها نتحدث عن المنافسين وفي صدارتهم مصر والجزائر او المنتخبات الاخرى التي يتعين الحذر منها أيضا... عموما لا يجب استبقان الأحداث والقول أن الحصول على اللقب القاري مسألة سهلة لأننا «تونس». علاقتك بالادارة الفنية؟ هناك مجهودات واضحة حاليا لتطوير أساليب العمل لكن بامكاننا أن نتحسن أكثر في عديد الأمور... في ما يخصني أنا موجود في تونس منذ أشهر وأحاول أخذ فكرة شاملة عن واقع اليد التونسية لتطوير ما يمكن تطويره وأعتقد أن الجامعة لم تخطئ عندما راهنت على المدرسة الفرنسية. تحدثت عن التطوير.. كيف ذلك؟ يجب ان نخلق روابط حقيقية بين المنتخبات من الاصاغر وصولا الى الاكابر.. المطلوب ايضا تحسين العلاقة وتمتينها مع مدربي الاندية ومع الفرق ايضا لأنه في غياب ذلك لا يمكن لنا ان ننجح ونحقق القفزة النوعية التي نرجوها. منتخب الكبريات.. كيف رأيت مسيرته في المونديال وأنت الذي تملك خبرة في تدريب السيدات؟ لقد اتصل بي فتحي الشريف ليأخذ فكرة عن حجم العمل في منتخبات الكبريات ولم أتردد في المساعدة، أما عن مسيرته فيمكنني القول كمتابع عن بعد ان نتائجه مشرّفة جدا ولا أدري إن كان ممكنا تحقيق انجاز افضل لأنني لست مطلعا على الاجواء من الداخل. هناك اشكالات دائما في اعداد قائمة المنتخب.. بين غيابات الدوليين واستدعاء المحليين؟ المنتخب يعني اختيار الافضل وبالنسبة للمنتخب التونسي العائق الوحيد يتعلق بالتعامل مع اللاعبين المحترفين... أنا لا أفضل تطبيق النصوص القانونية بصرامة والزام اللاعبين بالمشاركة في كل الدورات الودية والتربصات، فاللاعب يجب ان يكون مرتاحا نفسانيا ليقدم كل ما عنده.. هذه المسألة طرحت مؤخرا في ما يخص حمام ومڤايز.. الاول له إصابة حادة ومهم جدا ان يرتاح تماما وان يأتينا في أفضل استعداد انطلاقا من تربص المانيا (27 جانفي) شأنه شأن مڤايز المصاب ايضا. لديكم اتفاق مع مونبلييه على استدعاء كل اللاعبين؟ نعم اتفقنا مع ادارة الفريق ومع الجامعة الفرنسية ولا يوجد اشكال من هذه الناحية. هل أنت متفائل بالنسبة للمرحلة المقبلة؟ لست متفائلا ولا متشائما ايضا.. فمن جهة واجهنا صعوبات في التعامل مع الاندية الاجنبية حول المحترفين ومن ناحية أخرى هناك حماس كبير للاعبين في التمارين ورغبة كبيرة في تقديم أفضل ما عندهم. ما يثلج الصدر حقا أنك ترى لاعبا كبيرا مثل هيكل مڤنم يتصرف بطريقة مثالية جدا وهذا مؤشر أكثر من ايجابي. نترك لك كلمة الختام؟ بصراحة ما يكتب حولي أحيانا من قبل (بعض) الصحفيين ليس ايجابيا ولا يتضمن تقييما حقيقيا وموضوعيا للعمل الذي أقوم به.. أقول البعض حتى لا أعمم.. أقول أيضا أن آلان بورت موجود في تونس ليعمل بأقصى طاقته وليسعى الى انجاح مسيرة المنتخب والنهوض بكرة اليد التونسية. حاولت ايضا ان اندمج في المجتمع التونسي بسرعة والاقتراب من عادات وتقاليد البلد لأن ذلك شرط من شروط النجاح الذي نرنو اليه جميعا.