من يضمن للأطفال المقيمين لفترة مطولة في أقسام أمراض الدم والأمراض السرطانية متابعة دروسهم؟ هذا السؤال مثل منذ حوالي عامين المحرك الأساسي لانطلاق تجربة تركيز مدرسة لتعليم الأطفال المقيمين في مستشفى فرحات حشاد بولاية سوسة. تضمن هذه المدرسة لروادها المصابين مواصلة دروسهم بالأساليب البيداغوجية المعمول بها في المدارس العادية كما توفر لهم فضاء للأنشطة الترفيهية و البراعات اليدوية. وفي تصريح خاص ب «الشروق» ذكر الدكتور مصطفى أيوب مندوب الصحة بالجهة ان التجربة كانت مشتركة بين وزارتي الصحة والتربية ممثلتين في الادارات الجهوية من حيث توفير الفضاء وتعيين المدرس .. «تم تعيين معلمة لتدريس المصابين المقيمين في المستشفى حتى لا تتعطل دروسهم وحتى لا تنقطع رغبتهم في الدراسة بما يكفل لهم الاندماج في منظومة التربية والتعليم العادية عند مغادرة المستشفى حسب قوله. كما قال إن المدرسة التي تم تركيزها لتعليم المصابين توفر مكتبة لروادها مشيرا الى أن تمويل هذه التجربة يتولاه نادي روتاري بالجهة. فهل يتم تعميم مثل هذه التجربة في بقية المستشفيات في المدن الكبرى؟ وما الذي قد يعيقها ؟ ... حتى لا يحرم الأطفال الذين تستوجب اصابتهم بأمراض مزمنة اقامات مطولة في المستشفيات قد تتجاوز الشهرين من الدروس. مصادر من وزارة الصحة قالت إن الوزارة تشجع مثل هذه المبادرات ما دامت تضمن مواصلة الدروس للطفل - التلميذ المقيم ما لم يتسبب ذلك في تعكر وضعه الصحي. وأكدت مصادرنا أنه لا مانع لتخصيص فضاءات في أقسام الأطفال تكون وحدات تربوية لمواصلة دروسهم لتجنب اي تأخير. وعن سؤالنا حول كيفية تمويل تركيز تلك الأقسام وعن مدى تأثير غياب التمويلات على تعميم هذه التجربة بينت مصادرنا انه لا اشكال في التمويل ما دامت التجربة مشتركة بين عدة أطراف وما دامت خاصة تضمن استمرار الحق التعليمي للطفل - التلميذ المصاب.