في الخزانة القارية المصرية ثروة نفيسة ونادرة من الألقاب الافريقية والعديد من الانجازات التاريخية والأرقام القياسية التي تشهد على عظمة الفراعنة في المنظومة الكروية الافريقية. يملك أبناء النيل الرقم القياسي على مستوى عدد المشاركات (22) ونجد في رصيده أكبر عدد من المقابلات (88) مع أفضل عدد من الانتصارات (48) وتسجيل احسن رصيد من الأهداف (149) وكانت ثمرة هذه الأرقام القياسية الحصول على 6 القاب خلال دورات (1957، و 1959، 1986 و 1998 و 2006 و 2008) فهل يقبض على اللقب السابع والثالث على التوالي. مهر التاج الأخير بعد حصوله على اللقب الافريقي في دورة 2006 بالقاهرة أمام الكوت ديفوار حافظ الفراعنة على التاج في دورة 2008 بغانا بفضل النتائج التالية. مصر - السودان 3/0 مصر - الكامرون 1/0 مصر - زمبيا 1/1 مصر - انغولا 2/1 ربع النهائي مصر - الكوت ديفوار 4/1 (نصف النهائي) مصر - الكامرون 1/0 (النهائي) طريق انغولا 2010 ارتقى المنتخب المصري النهائيات - الكان بفضل النتائج التالية : الدور التمهيدي مصر - الكونغو 2/1 و 1/0 مصر - دجيبوتي 4/0 و 4/0 مصر - المالاوي 0/1 و 2/0 الدور الثاني مصر - زمبيا 1/1 و 1/0 مصر - رواندا 3/0 و 1/0 مصر - الجزائر 1/3 و 2/0 و 0/1 الفراعنة فوق الجميع لغة الأرقام تؤكد بأن المنتخب المصري يملك أفضل المعدلات على جميع المستويات فهو الوحيد الذي حقق 4 انتصارات خلال 4 مقابلات على حساب نيجيريا 3/1 والبنين 2/0 والموزمبيق 2/0 وأمام الكامرون 3/1 في ربع النهائي وسجل الفراعنة أحسن محصول من الأهداف (10) وهذه النجاعة نلمسها في قدرته على تحويل الهزيمة الى انتصار أمام أقوى المنتخبات ففي الدور الأول كان المنتخب المصري منهزما ب 1/0 ضد نيجيريا وفي النهاية فاز (3/1) وتكرر هذا السيناريو أمام الكامرون في ربع النهائي 7 انتصارات متتالية و 17 مباراة بلا هزيمة يعرف الفراعنة حاليا سلسلة ذهبية تتمثل في 17 مباراة بلا هزيمة في الكان مع تحقيق 7 انتصارات متتالية فهل يقدر طارق عبد العليم ل «الشروق»: مقابلة أخوية وليست «ثأرية» «الشروق» اتصلت بالحارس المصري السابق طارق عبد العليم وطرحت عليه مجموعة من الأسئلة ليلة مقابلة المنتخبين المصري والجزائري فكان الحوار التالي: في البداية هل تحتفظ بذكرى خاصة في تاريخك من المواجهات المصرية الجزائرية؟ بكل تأكيد، فقد سبق وأن واجهت فريق تيزي وزّو الجزائري عندما كنت في صفوف الزمالك وأذكر أن المقابلة دارت في ظروف مميزة جدا ولا أنكر أنني كنت متأثرا كثيرا بالحارس الجزائري بن حليمة خلال فترة الثمانينات وكنت منبهرا بالمردود الذي يقدّمه اللاعب الفذّ رابح ماجر. ولكن ألم تتغير النفوس بعد تاريخ 18 نوفمبر 2009؟ أبدا، ويكفي أنني أحتفظ بعلاقات صداقة متينة إلى حدّ اللحظة مع المدربين عبد الحق بن شيخة وأيضا عزالدين آية جودي. طارق، ما حكمك على أداء المنتخب المصري خلال مقابلته الأخيرة أمام الكامرون؟ تميّز منتخبنا الوطني بواقعية كبيرة ولاحظنا تراجع مردوده بالمقارنة مع المقابلات السابقة مما جعل المنتخب الكامروني يسلّط ضغطا عاليا ومتواصلا في مناطق المنتخب المصري ولكننا كنّا على يقين بأن النتيجة ستكون في صالح منتخبنا بحكم المجهود البدني الكبير الذي بذله زملاء إيتو أدى حتما إلى انهيار بدني خلال الحصص الإضافية خاصة أن منتخبنا يزخر بعناصر ناجعة على دكة الاحتياط فاللاعب «جدّو» أصبح بمثابة الورقة الرابحة إضافة إلى الروح القيادية للاعب المميز أحمد حسن والمردود الذي قدّمه حسام غالي عندما أقحمه شحاتة مكان حسني عبد ربّه في وسط الميدان. تحدّثت عن الجانب البدني هل أن المنتخب الجزائري منافسكم اليوم سيستفيد من حوالي 20 ساعة إضافية تمتع بها لاعبوه بعد مقابلتهم أمام الكوت ديفوار؟ نعم قد يستفيد المنتخب الجزائري من هذا المعطى الزمني ولكن لا أظن أنه سيشكل عاملا مؤثرا بالنسبة للمنتخب المصري في ظل تواجد عمل بدني مدروس وناجع وأعتقد أن المنتخب الجزائري لعب بنسق عال أمام الكوت ديفوار والأمر نفسه تقريبا حدث مع المنتخب المصري بما أنه واجه منتخبا لعب بنسق قوي طيلة المقابلة لذلك أظن أن الحظوظ البدنية متساوية. وماذا عن حظوظهما من الناحية الفنية؟ المنتخب الجزائري وجّه انذارا غير مباشر للمنتخب المصري من بوابة مواجهته أمام الكوت ديفوار بما أنه أثبت أنه جدير بالترشح إلى المونديال وأعتقد أنها ستكون مقابلة تكتيكية بحتة بين المنتخبين، فالمنتخب الجزائري يعتمد على الكرات الثابتة والاندفاع البدني واللعب المباشر أما منتخبنا الوطني فيتمتع بأسلوب لعب واضح معتمدا على التكامل والانسجام بين خطوطه الثلاثة وخلف تلك الخطوط يوجد صمّام أمان والمتمثل في الحارس عصام الحضري وأعتقد أن منتخبنا يحاول التعويض عن خيبة الانسحاب من المونديال من خلال الاحراز على كأس افريقيا. تحدثت عن عصام الحضري ما حكمك على مردوده بعد أن تلقت شباكه هدفين وما رأيك في المستوى الذي ظهر به الحارس فوزي الشاوشي؟ الأرقام وحدها أكدت الاضافة الحقيقية للحارس عصام الحضري في صفوف المنتخب المصري لما يتمتع به من خبرة ومن هدوء أمام المرمى أما الحارس الجزائري فقد قدم مردودا غزيرا خلال المقابلة الأخيرة أمام الكوت ديفوار ولكن ذلك لم يخف الأخطاء الفادحة التي عادة ما يرتكبها هذا الحارس خاصة وأنه لا يتردد في المجازفة وقد بقيت صورة الهدف الذي تلقاه أمام المالاوي عالقا في ذهني عندما أخطأ التقدير وهي نقطة سيعمل مهاجمو منتخبنا على استغلالها ويبقى كل ما نتمناه أن تدور هذه المقابلة في نطاق الروح الرياضية ويتم تبادل الورود بين اللاعبين فهي مقابلة أخوية وليست مقابلة «ثأرية» مثلما يردد بعضهم. سامي حماني رشيد بالحوت ل «الشروق»: الفراعنة لن يصمدوا أمامنا لم يمض على تعاقده مع فريق الأولمبي الباجي سوى أسابيع معدودة ولكنه استطاع في ظرف وجيز أن يحظى باحترام الجماهير التونسية بعد النتائج الباهرة التي حققها الى حد اللحظة مع فريق «اللقالق» وأصبح مرشحا بارزا لإقتفاء أثر المدربين الجزائريين الذين رفضوا مغادرة أرض تونس دون نحت أسمائهم في مدونة الانجازات والإبداعات على غرار مواطنه رشيد المخلوفي الذي بلغ الدور النهائي مع فريق الصفصاف في مسابقة الكأس عام 1994 وصولا الى علي الفرقاني وعبد الحق بن شيخة المتوج بلقب البطولة مع الافريقي خلال موسم 2007-2008. «الشروق» اتصلت بالمدرب رشيد بالحوت ليلة مقابلة المنتخبين الجزائري وشقيقه المصري فكان الحوار التالي: في البداية ما حكمك على المردود الذي ظهر به منتخبكم أمام الكوت ديفوار؟ المتأمل في مباريات المنتخب الجزائري يلاحظ النسق التصاعدي الذي شهده أبناء رابح سعدان بالمقارنة مع المقابلة الأولى أمام المالاوي وقد كانت مقابلة منتخبنا أمام الكوت ديفوار فرصة حقيقية اكتشفنا من خلالها قوة المنتخب الجزائري الذي يرهن عن علو كعبه حتى وإن تعلق الأمر بمنتخب عتيد وكان من المرشحين لنيل اللقب الإفريقي ويضم في صفوفه ذلك الكم الهائل من النجوم ونعني به منتخب الكوت ديفوار. بالإضافة الى النسق التصاعدي الذي شهده منتخب بلادكم، مؤكد أنك لاحظت أيضا تطور خط الدفاع من قبول ثلاثة أهداف خلال مقابلة المالاوي الى هدفين فحسب طيلة ثلاث مقابلات (مالي وأنغولا والكوت ديفوار) ما رأيك؟ نعم، فقد استعاد الخط الدفاعي عافيته ونشاطه المعهود وخاصة في ظل تواجد مدافع بقيمة عبد المجيد بوقرة فبعد أن مر بجانب الحدث خلال مقابلتنا أمام المالاوي استعاد مردوده المعهود إضافة الى العطاء الغزير للمدافع حليش ولا ننسى أن اللاعب يحيى قدم أيضا دورا دفاعيا مميزا خلال مقابلة منتخبنا أمام الكوت ديفوار ولاحظت أن الشيخ رابح سعدان اعتمد على خدمات ثلاثة مدافعين محوريين (بوقرة وحليش ويحيى) في وقت تميز فيه اللاعب نذير بالحاج بدور هجومي واضح. وماذا عن بقية الخطوط؟ أظن أن منتخبنا حقق التوازن المطلوب على مستوى خط الوسط في ظل وجود لاعب يشغل خطة صانع الألعاب والتي مثلها بإقتدار اللاعب كريم الزياني وقد اضطلع اللاعب مطمور بدور هجومي واضح وفي الخط الأمامي قدم الثنائي غزال وبوعزة ما هو مطلوب منهما وخاصة من الناحية التكتيكية. ما حكمك على مردود المنتخب المصري منافسكم اليوم؟ الحقيقة أنني عندما شاهدت مقابلة المنتخب المصري الشقيق أمام المنتخب النيجيري جزمت بأنه سيصعب على كل المنتخبات هزم منتخب «الفراعنة» ولكن سرعان ما تلاشت هذه الفكرة بعد أن شاهدت مقابلة المنتخب المصري أمام نظيره الكامروني حيث لاحظنا تراجعا واضحا في أداء أبناء المدرب حسن شحاتة. وكيف ستكون حظوظ منتخبكم عندما يواجه المنتخب المصري؟ شخصيا أصبحت أرشح المنتخب الجزائري لبلوغ الدور النهائي وذلك قياسا لما شاهدناه من أداء باهر لمنتخبنا في مواجهته للكوت ديفوار فإذا حافظ منتخبنا الوطني على النسق نفسه الذي ظهر به خلال مقابلته الأخيرة فإنه قادر على بلوغ النهائي.