قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري أمس الاول، إن السلطات المغربية المختصة تسعى لحث الجهات الإسبانية على جبر الأضرار النفسية والمادية وتأمين الكرامة الإنسانية للمغاربة الذين شاركوا في الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939). وأضاف الفاسي الفهري، في معرض رده على سؤال شفوي بمجلس النواب، تقدم به الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية والفريق الاشتراكي المغربي حول «حقوق عائلات الجنود المتوفين والمفقودين في الحرب الأهلية الاسبانية»، أن «الحكومة المغربية ترى أن الوقت قد حان لإعطاء كل ذي حق حقه وضمان حقوق هؤلاء المحاربين وأسرهم; وخاصة ما يتعلق بتحسين أوضاعهم المادية». وأبرز الدبلوماسي المغربي أن «المغرب يطالب إسبانيا اليوم بقراءة جديدة وجريئة وهادئة للذاكرة المشتركة، وذلك بعيدا عن أية أحكام نمطية مسبقة أو مبتذلة أو متشنجة وفق منهجية علمية دقيقة لفهم هذه المرحلة الغامضة من التاريخ المشترك لهذين البلدين الجارين في نطاق حوار بناء ورصين، حوار يكرس علاقات التعاون والإرادة الحقيقية للعمل على التصفية النهائية للإرث الاستعماري بكل أشكاله». وذكر بأنه ليس هناك توافق في ما يخص أعداد هؤلاء المحاربين المغاربة، الذين ينحدرون من المنطقة الشمالية ومن الأقاليم الجنوبية الصحراوية، حيث تتحدث بعض المصادر عن 130 ألف شخص، وأخرى عن 100 ألف شخص، في حين تقدر المصادر الإسبانية عددهم ب 80 ألف شخص، معتبرا أن أفضع ما في هذه الحرب، تسخير حوالي 9000 طفل حسب بعض التقديرات. وحسب تقديرات الجمعية الوطنية لقدماء المحاربين، يضيف الوزير المغربي، فإن من بقي على قيد الحياة من هؤلاء المحاربين في المنطقة الشمالية يقدر ب 1350 أما بالمنطقة الجنوبية فعددهم 600 شخص.وقال إن تنوع أصناف هؤلاء المحاربين يفسر تفاوت قيمة الجرايات المخصصة لهم في المنطقتين، والتي تبقى بصفة إجمالية ضعيفة جدا خاصة بالمقارنة مع الجرايات المماثلة في إسبانيا ودول أمريكا اللاتينية. وأشار الطيب الفاسي الفهري إلى أن الجمعية الوطنية المغربية لقدماء المحاربين ما فتأت تتحرك في عدد من المنتديات المعنية، حيث تقدمت على سبيل المثال بتوصية أمام الدورة 26 للجمعية العامة للفدرالية العالمية لقدماء المحاربين في أكتوبر الماضي بشأن ضرورة إنصافهم ومعاملتهم دون أي تمييز.