«المسرح المدرسي» هو عنوان الحلقة الجديدة من «منتدى الفن الرابع« الذي تؤثثه جمعية النهضة التمثيلية بالجهة. وقد نزل ضيفا بهذه الحصة الاستاذ والمثقف «حسن بن باجي» الذي يشغل حاليا خطة مدير جهوي للتربية بولاية بنزرت. وقد تم تسليط الضوء بالمناسبة علىمكانة المسرح المدرسي في المشهد الثقافي بتونس والعالم... فيما مثل موضوع مدى الرهان الاساسي للمسرح اليوم. وفي مستهل مداخلته أوضح الاستاذ «حسن بن باجي» أنه سيتناول هذا الموضوع من منطلق تجاربه الشخصية حيث تقلّب بين عدّة مسؤوليات وخطط بكل من وزارة الثقافة وعديد المعاهد العليا والجامعات بتونس... ملاحظا في ذات الصدد بأن المصادر التوثيقية حول هذا الصنف من المسرح تظل شحيحة جدا... كائن بصدد التكوين! عن نشأة «المسرح المدرسي» أفاد ضيف المنتدى بأنها كانت دون منازع في «رحم» المسرح التونسي وذلك من حيث الممثلين والنصوص والوجهة الفنية، وهي كتجربة تبقى حد وصف المتحدث قد قطعت مع ما كان يعرف بالكلاسيكية لتشكل منذ البداية بحثا عن التفرد والابداع على حد سواء. هذا وأضاف الاستاذ «حسن بن باجي» أن من أبرز خصوصات المسرح المدرسي توجهه لكائن بصدد التكوين ملاحظا أن «مسرح الطفل» الذي يكون محوره الخراقةبالأساس يشكل مرحلة لاكتشاف العالم في حين أن «المسرح المدرسي» بعد هذه المحطة أي في سن ما بعد 12 سنة يطرح في جوهره بحثا عن تعرف على الذات وكشف النقاب عن مكامن الابداع فيها... «العنف اللفظي»... في رصده لباقي خصائص المسرح المدرسي والجامعي شدّد المتدخل على أن هذا الاخير يمثل قاطرة واصفا في ذات السياق بأن العنف اللفظي هو تعبير عن فراغ تربوي ويؤشر بدوره لفقدان أدوات المحاورة والخطاب مع الآخر والعالم... مقترحا مزيد تمتين الصلة بين كل من البرمجة الرسمية والأهداف البيداغوجية وإيجاد الوسائل وتوفير ذات الامكانات للمسرح. «التلميذ المثقف»... في ردّه على مجمل استفسارات السادّة الحضور من ممثلي مديري المؤسسات التربوية الأساسية والاعدادية وأساتذة المسرح والمهتمين بالشأن الثقافي بالجهة. أكّد المدير الجهوي للتربية ان مطمح منظومة التربية اليوم هو «صنع» التلميذ المثقف وليس فحسب المتعلم على اعتبار ان المدرسة أصبحت هيكلا منفتحا على عديد المناهل المعرفية والفنية الاخرى... وهي كمنارة للعلم تحولت الى جزء من شبكة تربوية متداخلة العناصر... مضيفا في ذات الاطار أنه بعيدا عن مدى تحقيق «المسرح المدرسي» للاحتراف فإن الرهان الاساسي يتمثل في مساعدة الطفل على اكتساب الحس الجمالي وخاصة أدوات التواصل مع الآخر... هذا وكان بعض الحضور بالمنتدى قد أشاروا في ذات السياق الى محدودية عدد أساتذة المسرح بالجهة. وجوابا على هذه التدخلات كان الاستاذ «حسن بن باجي» قد أشار الى أن الاشكاليات المتعلقة بالمسرح هل هو للعرض أم للتدريس وواجبات كل من المنشط والاستاذ المختص ومكانة المسرح في تربية الطفل ما تزال الى اليوم ومنذ السبعينات تطرح ككبرى الاشكاليات وذلك نظرا لاختلاف المقاربات ذات الصلة عموما. مائوية أبو القاسم الشابي هذا وكان فريق التنشيط الثقافي بالمدرسة الابتدائية نهج اليونان بمدينة بنزرت قد قدّم عرضا على هامش هذا اللقاء الثقافي بعنوان «رؤى» وذلك في اطار احياء مائوية شاعر الخلود «أبو القاسم الشابي».