في مثل هذا الوقت من كل عام تتجه الأنظار نحو الجنوب وتحديدا الجنوب الشرقي في مدينة تطاوين المفتوحة على الصحراء الشاسعة حيث يضرب الناس البسطاء لهم مواعيد مع التاريخ بمعاندة الطبيعة القاسية بحثا عن معنى لحياتهم وفي كل ذلك يداوون مراراتهم بالغناء. مهرجان القصور الدولي يجدّد في دورته الجديدة التجربة مع المسرحي الشاب نزار الجليدي في عرض فرجوي جديد بعد النجاح الكبير لعمله العام الماضي «صوت النزالي». العمل الجديد بعنوان «غناوي القصر» وهو عمل فرجوي من صياغة واخراج نزار الجليدي في انتاج مشترك بين مهرجان القصور الدولي وأبواب للانتاج وبدعم من الوكالة الوطنية للتنمية الثقافية. هذا العرض يجمع بين الشعراء لمين الأطرش ومحمد الغمد وخالد كعيب وريم حمدي ومحمد الجليدي وهو عمل قائم على الحكاية التي تستعيد تراثا من الأغاني التي يردّدها الناس البسطاء في وحشة الصحراء وصمتها عندما تكون النجوم قريبة حتى كأنك تشعر بقدرة فائقة على قطفها! غناوي القصر.. كلمات وأصوات وأضواء تدوّن بهجة الحياة والاحتفال بالغناء في جغرافيا قاسية روضتها قدرة الانسان العجيبة على الحفر في متاهات الجبال والمرتفعات والسباسب والسهول لصنع أسطورة العيش.. فالعيش يتحوّل في الظروف الطبيعية القاسية إلى أسطورة.. و«غناوي القصر»فيها شيء من غرائبية الأسطورة وسحر الخيال وبهجة اليومي وهذا العرض هو قبل كل شيء احتفال بأغاني البسطاء أولئك الذين يكتبون أغانيهم في الصمت ويغنّونها في الصمت حيث يتوحّد الإنسان بذاته. وسيقدم عرض «غناوي القصر» في افتتاح مهرجان القصور الدولي وفي اختتامه من 17 إلى 19 مارس 2010.