يعتبر الفنان سمير شوشان من الوجوه المتميزة بولاية سوسة في الفن التشكيلي آثر الانغماس في التكوين الذاتي والتجريب فتشبّع بمختلف التوجهات التشكيلية وتجلياتها محاولا إيصال لمساته الابداعية الى مختلف الولايات التونسية سواء من خلال الورشات التي أشرف على إدارتها أو من خلال معرضه «أمس منذ ألف عام» والذي جاب به أشهر الأروقة التونسية ومختلف المناطق من الشمال الى الجنوب موظفا فيه مختلف الاتجاهات والمدارس التشكيلية. ولمزيد تركيز عمله وإثرائه اتخذ منذ بضعة أشهر منزلا بالمدينة العتيقة بسوسة مستقرّا حوّله الى فضاء تشكيلي للعرض والتكوين وكورشة عمل أيضا سمّاه فضاء «نجمة» قامت «الشروق» مؤخرا بزيارته ورغم ثرائه بمختلف الأعمال التشكيلية إلا أن صاحبه وجدناه في أسوإ حال وقد أبدى تأثرا بالغا بمجرد لقائنا به حيث عبّر لنا أنه مهدّد بالخروج من هذا الفضاء الذي يمثل له نقطة الأمل الوحيدة في حياته بحكم أنه يمتهن الفن وأب لأسرة وواصل محدثنا قائلا: «صاحب المنزل هدّدني بالخروج نتيجة تراكم معاليم الكراء، فكما تعلم مصاريف هذه المهنة كثيرة ولكن المداخيل قليلة جدا في ظل انعدام الدعم أو إيجاد سبل أخرى فلجنة الشراءات وعدتني باقتناء بعض اللوحات ولكن مرّت سنوات وأنا أنتظر، ذهبت الى المندوبية الجهوية للثقافة بسوسة فاقترحوا عليّ تنظيم معرض لي بالمركب بالثقافي ب(سوسة) كأقصى شيء يساعدونني به فأنا تعبت من المعارض دون جدوى فإضافة الى تحمّلي مصاريفها العديدة نادرا ما تسلم لوحاتي من التكسير أو الاتلاف ففي رصيدي عشرات اللوحات جبت بها 50 معرضا وأشكر أصحاب الأروقة الذين ساعدوني وشجعوني وإني الآن لا أنتظر إلا التفاتة من السيد وزير الثقافة إيمانا مني بثوابت هذا العهد الجديد الذي لا ينفكّ يساند المبدع التونسي أينما كان وثقتي راسخة في ذلك، لقد التجأت الى بيع بعض أعمالي بأثمان زهيدة جدا ولكن لست مستعدا للتفريط في هذا الفضاء». لقد كان لقاء مؤثرا جدا جمعنا بهذا الفنان الجدي والذي ساهم في تكوين الشبان ومنهم طلبة بالمعهد العالي للفنون الجميلة اضافة الى عدم تردده في التطوع كلما وجّهت إليه الدعوة والأكيد أنه سيجد الرعاية اللازمة في ظل ما ينعم به المبدع التونسي من امتيازات.