احتضنت مدينة المنستير آخر أيام الاسبوع الماضي الايام الوطنية الخامسة للبحث في الطب النفسي لمناقشة موضوع المستجدات العلاجية في الطب النفسي من خلال محاضرات ومداخلات قيّمة شارك فيها عدد كبير من الاطباء والاساتذة التونسيين والباحثين الاوروبيين. «الشروق» التقت ثلة من الكفاءات الطبية لتسلّط لنا بعض الاضواء على مستجدات هذا الملتقى. د. لطفي قحة (رئيس قسم الطب النفسي بالمنستير): الايام الوطنية الخامسة للبحث في مجال الطب النفسي خُصّصت هذه المرة لموضوع «المستجدات العلاجية في الطب النفسي» وقد تضمنت ملتقى تكوينيا حول العلاج المعرفي للاعراض الذهانية بمساهمة ممثلي فرق بحث تونسية وأوروبية. وقد تناولت المحاضرات عديد المحاور الى جانب مستجدات علاج الاضطرابات الذهانية كالفصام والاضطرابات المزاجية وحالات الاكتئاب والاضطرابات العصبية المرتبطة بالضغط النفسي وفرص النشاط عند الطفل ومرض الزهايمر وهذه الايام تهدف بالاساس الى مزيد البحث والتكوين للمتربصين وأطباء الاقامة والمختصين والمساهمة في تبادل الخبرات بين الباحثين. د. سهيل بنور (أستاذ جامعي مساعد بمستشفى فرحات حشاد بسوسة): إن أكثر الشرائح المعرضة الى الاضطرابات النفسية هي الفئة العمرية التي تتراوح بين 16 و30 سنة وتصل نسبة المرض في أغلب بلدان العالم الى ما بين 15 و20 بالمائة والاختلاف النسبي مرتبط بالمحيط والمناخ والظروف الاقتصادية والاجتماعية... وفي أحد المحاور ركزنا على إمكانية توسيع دائرة التوعية والثقافة الصحية لدى المواطن بعديد الوسائل المتاحة... وبقدر ما نتفطن لبداية أعراض المرض إلا وتكون نتيجة العلاج أنجع وأسرع والحمد لله ان زمن حبس المريض ونبذه وإقصائه قد انتهى وبإمكانه الآن أن يتأقلم مع المجتمع ويعيش حياة طبيعية. د. آمال البدوي (مختصة في الطب النفسي بمستشفى باريس): من النقاط الهامة في هذا الملتقى هو ما يتعلق بشفاء المريض الذي لا يقتصر على استعمال الدواء فقط بل تتوسع مساحة الاهتمام لتشمل حلقة التواصل بين المريض والاطار الطبي والمحيط الاسري وهذا يتطلب مجهودا خاصا من الاطراف المتفاعلة. ما ألاحظه وبحكم موقعي وتواجدي في باريس فإني أحس بفخر واعتزاز بالاشواط الكبيرة التي قطعتها تونس في مجال الطب النفسي... ولنا من الكفاءات الطبية التي تسجل حضورها بكل امتياز سواء عند ممارستها لهذا النشاط أو من خلال مشاركتها الفعالة وفرض وجودها في الملتقيات الدولية. د. مهدي الشتيوي (طبيب مقيم بمستشفى فطومة بورقيبة بالمنستير): لقد تطور العلاج النفسي بسرعة في السنوات الاخيرة وأدركنا الجيل الثالث من الادوية التي حققت نتائج أكبر وبأقل الاعراض... وقد تغيّرت بذلك نظرة المجتمع الى المريض بعد هذا التطور... بقيت هناك مصاعب لابد من ذكرها ومراجعتها حتى نضمن المزيد من النجاحات وهي التي تتعلق بالكلفة الباهظة للادوية التي ليست في متناول كل المواطنين وهنا لابد من مراعاة الشريحة الفقيرة والتي لا تتمتع بتغطية اجتماعية. د. سنية الميساوي (مختصة في الطب النفسي للاطفال): لقد تطرق النقاش الى موضوع يتعلق باضطرابات التعلم عند بعض الاطفال في بداية مراحل الدراسة والذين يعانون خللا أو عسرا في النطق والكتابة والقراءة وخلطا بين الكلمات المتشابهة دون أن يكون للطفل خلل عضوي أو ذهني أو نقص في الذكاء... وعلى المعلم أن ينبّه للحالة لانه هو أول من يكتشفها حتى تتم الاحاطة العاجلة بهذه الشريحة المعنية عن طريق مراكز معينة لتقويم هذا الخلل حتى يعود التلميذ الى حالته الطبيعية وأن نتدارك هذه الوضعية قبل أن تسبب عوارض أخرى من شأنها أن تعكر الحالة الصحية والنفسية والذهنية لدى الطفل... ولابد من تعميم مثل هذه المراكز حتى تكون فرص العلاج متاحة للجميع.