معتزة صلاح عبد الصبور هي البنت الصغرى للشاعر الراحل صلاح عبد الصبور، درست المسرح في أكاديمية الفنون جامعة القاهرة وقدّمت مجموعة من الاعمال المسرحية المتميزة مع بعض الأدوار التلفزيونية والسينمائية. في مقهى ريش وسط القاهرة التقتها الشروق في حوار حول الإرث الشعري لوالدها صلاح عبد الصبور. ماذا يعني لك صلاح عبد الصبور؟ هذا سؤال كبير ولا أملك عنه اجابة، صلاح عبد الصبور يعيش معي في داخلي وهو لم ينته بوفاته وموته الجسدي فهو مازال حيا واعتقد ان جزءا منه انتقل اليّ. كم كان عمرك عندما مات؟ كنت صغيرة لكنني أتذكر جيدا ولم أكتشف أهمية والدي الا عندما توفي وكان والدي حريصا على ان تكون لنا حياة عادية مثل كل المصريين البسطاء كانت له مشاغل كثيرة خاصة عندما كان وزيرا مفوّضا في الهند وكانت له حياة ديبلوماسية معقّدة جدا وكنا نفتقده لكنه كان يحاول تعويض ذلك باللعب الدائم معنا كان طفلا أكثر منا. لم أنتبه الى أن والدي رجل كبير ومهم الا عندما مات وامتلأ البيت بشخصيات مهمة وكبار الصحفيين يومها خفت جدا، كنت أعرف أن والدي شاعر فقط. لماذا لم تعيدوا اصدار كتبه وهل هناك أعمال لم تصدر له؟ نعم هناك أشياء لم تصدر ووالدي كانت له ثقة كبيرة في دار الشروق وقد منحها في حياته كل حقوق النشر وكانت له علاقة صداقة مع المرحوم محمد المعلم مؤسس دار الشروق وبعد انتهاء حقوق التأليف اشترت الهيئة العامة للكتاب حقوق التأليف وأصدرت نسخة بسعر رمزي والآن منحنا الحقوق لدار النشر الذين طالبوا من جديد طبع اعمال صلاح عبد الصبور وقد أمضينا العقد ومازلت أنتظر صدورها منذ سنتين وأنا أتساءل لماذا لم تصدر الاعمال الى حد الآن رغم ان هناك طلبا كبيرا عليها. على المستوى العربي ألا تعتقدين ان صلاح عبد الصبور لم يأخذ حظه من الاهتمام؟ في الحقيقة من يحدّثك عن هذا أكثر مني هم المثقفون والنقّاد مثل جابر عصفور وصلاح فضل. أنا لا أحب نظرية المؤامرة حتى لو كانت هناك غيرة من شعراء كبار تجاهه. هذا لا يعنيني، أنا اعتقد أن صلاح عبد الصبور هو ملك للأمة العربية مثل يوسف ادريس ويحيى طاهر عبد ا& وأمل دنڤل وشعراء وأدباء عرب آخرين لم يأخذوا حقهم لأننا نحن أمة تعيش في غيبوبة، أمة تحط من شأنها بل تسعى الى ذلك وتجتهد من اجل ذلك. العرب في غيبوبة طالت كثيرا وبالتالي إن كان هناك ظلم فهو غير خاص بوالدي مثلا يحيى طاهر عبد ا& اعتبره في قيمة ماركيز ويوسف ادريس الذي أشبّهه بجويس. لا أحد من الكتّاب العرب نال حظه باستثناء نجيب محفوظ لأن الغرب هو الذي اكتشف أهميته ولم يكن قبل نوبل شيئا حتى في مصر! مع احترامي الكبير للكاتب الكبير نجيب محفوظ رحمه ا& لو لم ينل جائزة نوبل لما اهتم به أحد. ما هو آخر عمل قدمته معتزة عبد الصبور؟ أنا ممثلة مسرحية بالأساس وأنا أعشق المسرح لأنه يلائمني أما أدواري في السينما فهي لا تعبّر عني لأنها أدوار محدودة، حصلت على جائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي وهذا شيء أسعدني جدا وفي التلفزة لم تعرض عليّ أدوار مهمة. المسرح يمنحني حياتي الحقيقية ويشعرني بالامتلاء وآخر عمل مسرحي كان سنة 2007 وقد سبّب لي حالة اكتئاب لأنه فتح جرحا مازال لم يندمل. هل تعتقدين ان هناك أزمة سينما في مصر؟ طبعا هناك أزمة سينما كبيرة وهذه الازمة ليست مرتبطة بالامكانيات وأغلب القائمين على حظوظ السينما محدودي الثقافة. التقاها في القاهرة نور الدين بالطيب