II القول الأنتروبولوجي: 3) الأنتروبولوجيا النفسية: بين فرويد وغيزة روحيم، بالنسبة لفرويد فقد كشف بأن القطيع البدائي، الجد المسيطر. والمخصي، قتل أصلي للأب، شعور بالذنب لدى الأبناء وتجمع للإخوة، تصعيد كل هذا يقدم كأحداث متعاقبة وواقعية، كتجربة في تطور النوع البشري، الذي يكسبه وعيا جماعيا متعاليا ووراثة للوجدان. في حين أن روحيم سيركز على تطور الفرد فقد بين إن سعي الطفل في دأبه بحثا عن بديل للأم كان هو القوة الدافعة لعملية التحضر، والتناقض الظاهري في الحضارة هو أن الانسان أصبح متحضرا لمجرد ابتغاء البقاء طفلا. 4) آلية التنوع الثقافي: لقد اقترح رالف لنتن مجموعة مفيدة من المفاهيم ليدلل على بعض درجات التشابه والخلاف في السلوك داخل ثقافة ما وهو أمر تدعمه أولا زمرة من المفاهيم مثل العموميات (أشكال السلوك التي تتوقع وجودها لدى كل فرد سوي في مجتمع ما: اللغة وأنماط اللباس والسكن وطريقة تنظيم الجماعة لعلاقتها الاجتماعية وكذلك الخصوصيات. (تتألف من مظاهر السلوك الخاصة التي تميز جنس أو جماعة معينة وكذلك الخصوصيات الفردية (وهي أشكال السلوك التجريبية التي تمثل إسهام النزعة الفردية في الثقافة). إن الخصوصيات الفردية التي يتميز بها فرد ما من جماعة ما مقارنة مع فرد آخر في جماعة أخرى هو ماكاردنار ب«الشخصية الأساسية». فالثقافة هي إذن مجموع متحولات في العقيدة واللغة والسلوك والتي تميز مجموعة أو شعبا ما. 5) وحدة الإنسان والثقافة الكونية: إن ترتيب الثقافات يعني إقامة مراتبية بين المستويات الثقافية داخل الإثنية أو الجماعة الواحدة وبؤر تحدد عمق البنى الثقافية والتمايز والاختلاف هو خاصية ملازمة ولازمة لكل ثقافة متأصلة. فهناك من جهة أخرى ذلك الصراع الداخلي الموجود في أي ثقافة بين القديم والجديد فيبرز في فترات تاريخية عندما تكون أي ثقافة أمام جملة من التحديات الداخلية والخارجية، لكن صلابة أي ثقافة يكمن ويبرز في هذا التوازن والاعتدال بين الجديد والقديم. الفصل الرابع، المثقف والسلطة بين الامتثالية والرفض: إن العلاقة بين المثقف والسلطة ليست تنافرية اقصائية وليست تكافئية تماثلية بالتساوي بين السلطة والمثقف لأن المثقف سلطة مضادة. إن المثقف ذات اجتماعية. فعلم النفس الاجتماعي والسياسي لا يأخذ الحدين منعزلين لأن الواحد ينشئ الآخر والعكس فالسلطة تنحت المثقف وهو يقوم بدوره التوجيهي. في حين أن السلطة تستمد قوتها من الحياة التي تستند إليها في كل مرة. I تصنيف المثقفين: يقيم غرامشي تقسيمين للمثقفين: الأول عمودي: باعتبار الأنواع الثقافية لخدمتهم للطبقة البرجوازية أو مصالحها. الثاني أفقي: الذي يميز فيه بين «تقليديين» هم الفنانون والرجال المتعلمون، وذلك لشعورهم بالاستمرارية والاستقلالية والتحررية من الفئة الاجتماعية المسيطرة و«عضويين» والمثقف العضوي هنا من له علاقة مباشرة بالبنية الاقتصادية لمجتمعه الخاص. ثم يمر فيما بعد إلى تحديد مفهومي الهيمنة وإقامة طبقة حاكمة، فالمفهوم الأول يشير بالمعناه العام إلى الولاء «العضوي» الذي تحصل عليه فئة اجتماعية مسيطرة من الجماهير بفضل هيبتها الاجتماعية والثقافية وتفوقها المفترض وظيفيا في عالم الانتاج (القول بنعم). أما المفهوم الثاني فهو إقامة طبقة حاكمة، في إيجاد رؤية شاملة للعالم ولبرنامج سياسي معين. II المثقف والسلطة: 1) يبين في هذا الإطار التطور الذي حصل في دور المثقف من الاهتمام بالمشغل الخاص والفردي إلى المشغل العام والكوني. ثم يتناول فيما بعد السلطة في نظر ميشال فوكو ومفهوم المثقف عنده، فبالنسبة للسلطة فإنها ليست بالضرورة قمعية، وهي كذلك لا تملك شيئا إلا في صورة معينة وهي أيضا محددة للدولة، أما الخاصية الثالثة فهي تخرق وتشق المضطهدين لأنها تمر عبر كل القوى التي تكون في علاقة قوى. فكل سلطة هي في تأثر بقوى أخرى كما تؤثر فيها، فهي ككل قوة فعل وانفعال. أما بالنسبة للمثقف فهناك تغير بالنسبة لدوره ووظيفته بسبب تغير وضعه، فلم يعد دوره مركزا على الشمولية فهو أصبح يهتم بالأمر العام والحياة العامة لأنه يحيا ويعيش مع الإنسان وله قدرة إنشاء ثقافة مضادة لإرساء قيم ومعايير جديدة.