قالت مصادر مطلعة إن أورانج تونس قد تمكنت من تسويق 180 ألف خط هاتفي خلال الأيام الثلاثة الأولى من انطلاقها التجاري يوم 5 ماي الجاري وأن الطلب على الخطوط الهاتفية الجوالة ما يزال مستمرا. وكشف مصدر متخصص ل«الشروق» أن سوق الهاتف الجوال في تونس كشفت عن مفاجآت هامة بعد أن توقع العديد من الخبراء أن تكون قد بلغت مستوى الإشباع بعد أن تجاوز عدد الخطوط الهاتفية فيها عدد السكان في شهر مارس الماضي. وأضاف هذا المصدر أن أهم مفاجآت السوق التونسية هي حجم المبيعات التي يمكن وصفها بأنها أضعاف مبيعات تونيزيانا عند إطلاقها والتي لم تتمكن من تجاوز عتبة المائة ألف خط إلا بعد شهر من إطلاقها، وذكر المصدر بأن موقع أورانج تونس شهد تدفقا كبيرا لحجز الأرقام الهاتفية مما تسبب في بطء استجابة الموزع، وبدا أن الطلب على التسجيل في موقع أورانج تونس فاق كل التوقعات حتى بلغ 300 ألف طلب تسجيل وهو رقم قياسي بكل المقاييس في تونس. غير أن هذا النجاح التجاري غير المسبوق واجه عدة صعوبات تعلقت بنقص في الاستعداد لمثل هذا الإقبال المكثف مما سبب ثقلا في النفاذ إلى الشبكة التي ما تزال تقتصر على إقليمتونس والمدن الساحلية، كما وجد الكثير من أصحاب الأرقام أنفسهم في الانتظار، انتظار أن يتم تفعيل الخط، واضطروا إلى الاتصال مرارا بخدمات «الخط الساخن» للحصول على الخدمة. ويعزو مصدر «الشروق» هذا الإقبال الهائل على خدمات أورانج إلى عنصرين هامين أولهما اللهفة التاريخية عند التونسي على كل ما هو جديد وغير مألوف وأن هذا الإقبال سوف يتعقلن مع مرور الأسابيع. أما العنصر الثاني فهو العروض التقنية التي تأخر وصولها إلى تونس مثل خدمات «الانترنيت في أي مكان» رغم أنها متوفرة بشكل مستقل عن الهاتف الجوال، وكذلك الهاتف المرئي الذي يمكن من التخاطب بالصوت والصورة والذي سوف يمثل ظاهرة اجتماعية كبيرة في تونس. ومثلت عروض الانترنيت عبر مفتاح USB أحد العروض التي شهدت استمرار الصفوف أمام نقاط البيع في عدة مدن تونسية خصوصا أن العرض يبدو من الناحية المبدئية مغريا جدا، فهو يوفر تدفقا عاليا بسعة نظرية تبلغ 7 ميغا في الثانية وما بين 2 و4 ميغا في الواقع. ويمكن التفطن إلى أهمية مثل هذا العرض بالمقارنة مع ما يوفره المنافسون في مستوى 2 ميغا مثلا خصوصا بالنظر إلى الأسعار الشهرية القارة التي تفرضها اتصالات تونس على كل عرض والتي يعفى منها المنخرطون في عروض أورانج، هذا بالإضافة إلى أهم ميزة فيها وهي حرية الحركة. وإزاء الإقبال المكثف على خدمة الانترنيت في أورانج والتي يمكن الحصول عليها مقابل دينار واحد عند دفع كلفة 6 أشهر مسبقا (180 دينارا)، فوجئ العديد من المستعملين بشروط أخرى غير متوقعة في العقد تتمثل في سقف استقبال محدد ب 5 جيغا شهريا، وسرعان ما تسرب الخبر عبر منتديات الانترنيت في تونس في شكل احتجاجات دفعت أحد مسؤولي أورانج إلى التوضيح الفوري حيث سقف التحميل ب 5 جيغا شهريا، لكن في النهار. أما في الفترة الممتدة بين الحادية عشرة ليلا والثامنة صباحا، فهي مجانية وغير محدودة بأي شرط. وفي الأثناء، تحولت منتديات الانترنيت وصفحات «فايس بوك» إلى ساحة معارك تجارية، حيث تستمر مجموعة أورانج في النمو بقوة فيما تتحدث العديد من المصادر عن إطلاق لعبة خاصة بها قريبا على صفحات «فايس بوك». غير أن مجموعة أخرى تكونت سريعا تحمل اسم «نعم لأورانج، لكني وفي لتونيزيانا». وأيا كان الدافع وراء تكوين مثل هذه المجموعات فإن جانبا من المنافسة التجارية بصدد التحول إلى الشبكة.