في إطار متابعة مدى تقدم المشاريع الفلاحية والإستماع إلى مشاغل الفلاحين نظم الإتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري أول أمس زيارة ميدانية إلى ولاية زغوان حيث اطلع فريق الزيارة المتكون من السيد مبروك البحري رئيس المنظمة الفلاحية وبعض إطارات الإتحاد وفريق من البحث العلمي ومجمع الغلال والخضروممثلو وزارة الفلاحة بالجهة وإعلاميون على بعض الضيعات الفلاحية في قطاعات مختلفة. «الشروق» واكبت الزيارة واستمعت إلى آراء بعض المنتجين لاسيما منهم منتجو الحبوب. وكانت نقطة البداية بزيارة ضيعة الخضر الورقية لبوبكر اللافي المتواجدة بمنطقة بوعشير من معتمدية الزريبة حيث امتدت زراعتها على مساحة قدرها 62 هكتارا وفي هذه الضيعة تجد الخضر في غير فصلها كاللفت الذي غرس بعناية حسب نظام الصفوف المتساوية وكبر في ظرف أسبوعين فقط كما تجد البسباس الذي سيكون جاهزا لتزويد السوق خلال شهر رمضان. وهنا أيضا «المعدنوس» الذي ليس له رائحة حسب قول صاحب الضيعة مؤكدا أنه يزود سوق الجملة ب 80 بالمائة من الإنتاج التونسي وأوضح أن النجاح ناتج عن اعتماده آخر الإبتكارات في الحرث والغراسة والري . واعتبر السيد عمر الشرميطي مدير عام المعهد الوطني للبحوث الزراعية أن نجاح هذا الفلاح راجع إلى اعتماده على حزمة فنية جيدة بالإضافة إلى القيام بعملية تحضير الأرض. ومر فريق الزيارة على ضيعة للأشجار المثمرة( زيتون ولوز) بالمنطقة السقوية بوعشير حيث أشار أحد المنتجين إلى ضرورة توسيع مساحة المنطقة والإنتفاع بمياه سد الرمل بصفة أكبر حتى يتمكن المنتجون من تطوير الإنتاجية. انتعاشة وانتقل فريق الزيارة إلى معتمدية صواف حيث اطلع على ضيعة جنان صواف للأشجار المثمرة (خوخ, مشمش,تفاح) ممتدة على مساحات شاسعة فيما النسوة يتولين عملية جني التفاح غير عابئات بأشعة الشمس الحارقة وأجرة اليوم في حدود 8 دنانير هذا ما قالته إحداهن وهي أجرة محترمة حسب رأيها قياسا بالبعض الآخر من المنتجين. السيد مبروك البحري وقف عند كل هذه المشاريع واستمع إلى المنتجين وثمن المجهود الهام الذي يبذلونه لتحقيق هذا القدر من المردودية. وكانت ضيعة قصر الزيت بمنطقة جوقار بمعتمدية الفحص هي آخر ضيعة توقف عندها فريق الزيارة حيث قادنا إليها فارس على حصان عربي أصيل قادنا وهو يجري تحت الجبال التي تفوح رائحتها زعترا وإكليلا إلى وسط ضيعة الزيتون البيولوجي حيث التقينا منتجها الأسعد حسونة وسألناه عن هذا المشروع الهام فقال : تمتد الضيعة على 400 هك من الزيتون البيولوجي و5 آلاف من الزيتون «الجالي» البيولوجي أيضا وينتج كذلك العسل البيولوجي. ولأن المنطقة استراتيجية للسياحة البيئية باعتبارها منطقة جبلية قام المستثمر بتوفير كل مستلزماتها لجلب السياح وعندما كنا بصدد الإطلاع عليها لا حظنا تواجد سياح خليجيين. حبوب وفي خضم انتقالنا من معتمدية إلى أخرى وفقا لبرنامج الزيارة تابعنا وضعية الحبوب في عديد المناطق حيث كان لونها أسود جراء الأمطارالأخيرة كما تحولت بعض الأراضي المزروعة إلى مراع للأغنام بسبب ضعف مردوديتها. السيد والي زغوان عند استقباله السيد مبروك البحري لم يخف تراجع صابة الحبوب خلال هذا الموسم وكذلك السيد علي خذر المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بالولاية حيث أفاد «الشروق» أن الصابة متوسطة في بعض المناطق ودون المتوسط في البعض الآخر وذلك بسبب نقص الأمطار . وأضاف أن هذه الأمطار تؤثر على جودة الحبوب وتخفض من القيمة الغذائية للأعلاف. وبخصوص الفلاحة البيولوجية بالولاية أكد أن هناك ضيعات عديدة أخذت هذا التوجه حيث تقدر المساحات حاليا ب24 ألف هكتار والمؤمل بلوغ 32 ألف هكتار في غضون 2014. وأفاد الفلاح صلاح الدين صميدة المعروف بنورالدين بالعادل بمنطقة الفحص أن المنطقة تعاني من نقص الماء ومناخها شبه جاف كما يعاني المنتج من نقص اليد العاملة وعزوف الشباب عن العمل الفلاحي وارتفاع كلفة مستلزمات الإنتاج كالأدوية وقطع الغيار وهي عوامل أدت إلى تراجع الإنتاج ونقص المردودية. واقترح بناء سد جديد بالمنطقة لتمكين المنتجين من استغلاله وكذلك تهيئة المسالك الفلاحية المؤدية إلى مناطق الإنتاج.