32 دقيقة تقريبا هي المدة الزمنية التي استغرقها حفل الافتتاح الرسمي لمونديال جنوب افريقيا، وكأن المنظمين أرادوا اقتسام هذه المدة بين البلدان المشاركة في كأس العالم دون ان ينجحوا في تقديم عرض فني مبهر يليق بالحدث وبالقارة الافريقية التي انتظرت عقودا قبل ان تختارها الفيفا لاحتضان المونديال. اللوحات الفنية التي قدمت على مدى نصف ساعة تميزت بتعدد الألوان والملابس والرقصات التقليدية لكن هذه التشكيلة الزاهية والمبهجة كانت موغلة في البساطة وغاب عنها الجهد الابداعي الخلاق رغم تضمنها لعديد الرموز والدلالات التي تعكس ثراء مخزون القارة السمراء، مهد الحضارة الانسانية ومصدر التنوع والثراء الثقافي والطبيعي. الحفل تميز في المقابل بحضور عديد الوجوه الفنية على غرار المطرب الجزائري الشاب خالد الذي التحف علم بلاده وغنّى أغنيتة الشهيرة ديدي في سياق احدى اللوحات التي خصصت للبلدان الافريقية المشاركة في المونديال، علما بأنه والى جانب خالد، استمع الحاضرون في ملعب سوكر سيتي بجوهانزبورغ الى مطربين من نيجيريا والكامرون وغانا وجنوب افريقيا والكوت ديفوار. في ما يتعلق بالشخصيات الدولية التي واكبت حفل الافتتاح يمكن الاشارة الى حضور القس ديزموند توتو الذي رقص على الايقاع الافريقي اضافة الى رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما وأمين عام الأممالمتحدة بان كي مون ورئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر وآخرين، لكن شبح مانديلا الغائب عن هذا الحدث بعد وفاة حفيدته كان مهيمنا وطاغيا مما أفقد حفل الافتتاح جانبا كبيرا من زخمه المنتظر فمانديلا يبقى رمز كفاح القارة الافريقية للتحرر من العنصرية ولولا مانديلا ما كانت جنوب افريقيا لتحظى بشرف احتضان المونديال. علامة الحرية وضع حفل افتتاح المونديال تحت عنوان «مرحبا بالعالم في قارتنا» وقد تم بثه بصفة مباشرة في 215 دولة عبر العالم وقد جاءت الانطباعات والتعليقات متطابقة تقريبا حيث أكدت على بساطته وعلى غياب الانسجام والابهار وربما كان الامتياز للمطرب الأمريكي أركيلي الذي قدم أغنية جميلة جدا عكست رحلة جنوب افريقيا على درب الحرية... الاغنية كانت بعنوان «علامة الانتصار» أي انصار افريقيا على العبودية والميز العنصري.