التأم جرح أم درمان وخمدت نار الفرقة بين مصر والجزائر لتعود المياه إلى مجاريها تدريجيا بين البلدين منذ فيفري الماضي عندما استقبل المصريون أشقاءهم الجزائريين بالورود في مطار القاهرة الدولي قبل بطولة افريقيا للأمم في كرة اليد.. هذه الصورة الرائعة هي التي يريد كل مواطن عربي من المحيط الى الخليج أن يشاهدها، فالكرة لا يمكن أن تكون أداة للخلاف والتشتت والحروب الاعلامية المفتوحة على الهواء مباشرة. من هذا المنطلق تحديدا حاولنا خلال الأيام الأخيرة استغلال مشاركة المنتخب الجزائري في مونديال جنوب افريقيا لرسم التضامن العربي في أبهى صوره الممكنة واتصلنا للغرض بأغلب السفارات العربية المتواجدة في تونس سعيا الى التقاط بعض التصريحات والتعليقات على المشاركة العربية الوحيدة في أكبر حدث كروي يشهده العالم وانتظرنا أن يحصل التجاوب سريعا خصوصا وأن الموضوع غير سياسي وغير خاضع لمنطق المواقف الرسمية التي تحتاج الى دراسة وتمحيص وعودة الى أصحاب القرار لكن 4 سفارات فقط تجاوبت بطرق مختلفة مع مبادرة «الشروق» وهي سفارة الامارات وسفارة السودان وسفارة المملكة المغربية وسفارة دولة قطر، ونحن إذ نشكر للقائمين عليها تجاوبهم الذي يكرّس مبادئ الألفة العربيةوقيم الأخوة والمحبة والانتماء، فإننا نتمنى أن يكون المانع خيرا بالنسبة إلى بقية الممثليات العربية وأن يحصل التجاوب لاحقا لنسمع من أصحاب السعادة ما يسعد القارئ التونسي والعربي ويوحّد العرب في الكرة على الأقل ما دامت «السياسة» عجزت عن توحيدهم. ياسين بن سعد سعادة سفير المملكة المغربية محمد نجيب زروالي: نتمنى للجزائر التوفيق والنجاح «إن مشاركة المنتخب الوطني الجزائري في نهائيات كأس العالم بجنوب افريقيا يعد في حدّ ذاته حدثا عربيا وإسلاميا ومغاربيا ذا دلالة خاصة، وبالتالي فإن قلوب كل الشعوب العربية والمغاربية على الخصوص ستكون الى جانب المنتخب الجزائري الشقيق، والذي نتمنى له كمغاربة كل التوفيق والنجاح في هذه النهائيات واحتلال المراتب المتقدمة تشريفا للأمة العربية والاسلامية وللفضاء المغاربي علىوجه الخصوص». سعادة سفير دولة قطر: كل العرب مع الجزائر في البداية أثمن اهتمام القائمين على صحيفة «الشروق» بالرياضة العربية وأشكركم لإتاحة الفرصة لي بإدلائي بتصريح حول مشاركة المنتخب الجزائري الشقيق في الدورة التاسعة عشر لكأس العالم. بالنسبة للمشاركة الجزائرية العربية في الدورة (19) لكأس العالم 2010 فقد كانت كرة القدم ومازالت أكثر الرياضات شعبية وعالمية وظلت هي المعبر الشبابي والثقافي الاول لتعارف وحوار الحضارات والشعوب. وقد سجلت الدورات العالمية لكأس العالم لكرة القدم مشاركات لبلدان عربية يفخر بها كل مواطن عربي، شملت مصر منذ سنة 1934 بإيطاليا ثم المغرب والجزائر والكويت والعراق والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وكانت لمنتخب تونس الشقيقة مشاركات مشهودة شرفت العرب والكرة العربية في محطات مختلفة أشهرها مونديال الارجنتين سنة 1978. ومشاركة المنتخب الجزائري في نهائيات كأس العالم لكرة القدم بجنوب افريقيا 2010 تعد في الواقع حاملة للواء كرة القدم العربية في هذه الدورة (19) للمونديال. فقلوب كل العرب ووجدانهم وطموحهم وتطلعهم مع الجزائر، وثقتهم وفخرهم مع فريق المدرب القدير رابح سعدان الذي عرفت فيه كرة القدم الجزائرية عبر مسيرتها الطويلة مدرسة للأجيال التي اقتحم بها بطولات كأس افريقيا للأمم في دورات عديدة والكأس الآفروآسيوية وألعاب البحر الابيض المتوسط والدورات العالمية التي لا تنسينا ابداعات «رابح ماجر» و«لخضر بلومي» و«صالح عصاد» وغيرهم في أول ظهور قوي للمنتخب الجزائري سنة 1982. وأملنا ان تكون هذه الدورة (19) لكأس العالم مناسبة تتحد فيها الجماهير العربية لتشجيع المنتخب الجزائري في جنوب افريقيا كما كانت تفعل دائما مع منتخبات عربية كثيرة في دورات عالمية سابقة. ورجاؤنا لفريق «لوناس قواوي» و«مراد مغني» و«مجيد بوقرة» و«رفيق حليش» و«نذير بلحاج» و«لموشيه مطمور» و«كريم زياني» و«عبد القادر غزال» وغيرهم كل التوفيق والنجاح في تجسيد انتظارات الشباب العربي في الانتصار للكرة العربية وان يسطروا للكرة العربية تاريخا في بطولات كأس العالم، خاصة وان المجموعة الثالثة التي تضم كلا من الجزائر وانقلترا والولايات المتحدة وسلوفينيا يمكن ان تكون في المتناول للمرور للأدوار التالية اذا أظهر الفريق الجزائري ما عوّد به جمهوره من اصرار وخبرة وتقنيات ولعب جماعي وروح انتصارية. سعد ناصر الحميدي سفير دولة قطر لدى تونس سعادة سفير دولة الاماراتالمتحدة عبد الله ابراهيم السويدي: فريق كل العرب نحو ملحمة جديدة يتضمن سؤالكم حول ما أطلقتم عليه «المشاركة الجزائرية العربية» في الدورة التاسعة عشرة لكأس العالم 2010 بجنوب افريقيا دلالات هامة ومعبرة، ولكون المنتخب الجزائري الشقيق يخوض منافسات أكبر وأعرق دورة رياضية عالمية تحت راية وباسم سائر الدول والشعوب العربية والتي من البديهي أن تتمنى له جميعها النجاح والتوفيق والتألق. إن الرهان سيكون كبيرا بالنسبة للمنتخب الجزائري الشقيق وهو الذي ينتمي الى المجموعة الثالثة التي سيواجه ضمنها منتخبات منافسة من الحجم الثقيل متمثلة في انقلترا وسلوفينيا والولايات المتحدة. إلا أن فريق كل العرب في «المونديال» له من الامكانيات والقدرات ما يؤهله لمعاودة ملحمة اسبانيا 1982 والتي خرج من دورها الأول «ظلما» مع الأمل بأن يتوج انطلاقته القوية عن جدارة وباستحاق هذه المرة. ومن بشائر تفاؤلنا بتألق منتخب «الخضر» في «المونديال» الافريقي الأول ما يتميز به أشقاؤنا الجزائريون من إصرار وعزيمة ورباطة جأش وحرص على أن تكون مدينة «بولوكواني» التي يخوض بها مقابلته الأولى منطلقا لملحمة جزائرية عربية تدوّن في سجلات كرة القدم العالمية. وسيتابع الشعب الاماراتي بكل جوا رحه وصادق مشاعره المنتخب الجزائري الشقيق في كل خطوة يقطعها على درب التألق المؤمل انطلاقا من مباراة ضربة البداية مع سلوفينيا اليوم الأحد 13 جوان علما بأن المنتخب الاماراتي أجرى مباراة ودية مع شقيقه المنتخب الجزائري في نورمبرغ بألمانيا يوم 5 جوان الجاري في آخر مقابلة اعدادية للأشقاء الجزائريين وهو يتمنى له بصدق النجاح والتألق في مغامرته العالمية. إن الشعوب العربية ستعيش على نبض ووقع وإيقاع مشاركة الجزائر الشقيقة في «مونديال» جنوب افريقيا، وهي على قناعة بأن «الخضر» لن يخذلوها لأنهم ألفوا دوما البذل والعطاء بسخاء من أجل رفع راية وطنهم وأمتهم عاليا في المحافل الدولية. سعادة سفير السودان عبد الباسط بدوي السنوسي: الشعب السوداني معكم.. المنتخب الجزائري رغم انقطاعه عن الوصول الى هذه النهائيات مدة من الوقت إلا أنه عاد بقوة لنهائيات كأس العالم ونعتبره سفير الكرة العربيةلمونديال 2010. ونتمنى له تحقيق نتائج مشرفة للكرة العربية والجزائرية. ونأمل أن نشاهد منتخبا جزائريا يعود بنا لتاريخ الكرة الجزائرية الناصع وعهودها الذهبيةوتنشيط الذاكرة بأسماء عمالقة الكرة الجزائرية من أمثال لخضر بلومي ورابح ماجير ورشيد مخلوفي. وبالرغم من أن الجزائر في مجموعة لا يستهان بها، إلا أننا نتمنى له حظوظا أوفر خاصة إذا ما أفلح في التغلب على خصمه سلوفينيا اليوم الأحد وهو ما نأمله، وما من شأنه أن يشكل دافعا قويا له للمرحلة اللاحقة من المنافسة. الشعب السوداني منحاز تماما لتشجيع المنتخب الجزائري بحماس بوصفه الممثل الوحيد للكرة العربية في هذا الحدث الذي تزداد أهميته بتنظيمه واستضافته في قارتنا الافريقية.