انتخبت تونس بالإجماع لرئاسة مجلس إدارة المكتب الدولي للشغل لمدة سنة وذلك في نهاية أشغال الدورة 99 للمؤتمر الدولي للشغل الملتئمة بجينيف من 02 إلى 18 جوان 2010. وقد عبّر كافة أعضاء مجلس إدارة المكتب الدولي للشغل خلال اجتماعهم المنعقد مساء أول أمس الجمعة عن إكبارهم لتوجهات تونس في مجالات الشغل والعلاقات الاجتماعية مؤكدين ثقتهم المطلقة بنجاحها في تسيير هذه الهيئة الدولية خلال الدورة الجديدة 20102011 . ويأتي انتخاب تونس لهذه الخطة الدولية ليترجم مرة أخرى مدى تألقها بفضل خيارات الرئيس زين العابدين بن علي الصائبة، ورؤاه المتبصرة ومبادراته الرائدة، وما تحظى به البلاد من مكانة متميزة وإشعاع كبير في المحافل الدولية. كما يعد هذا الانتخاب تثمينا دوليا لسياسة تونس الرائدة في مجال العمل والعلاقات المهنية والحماية الاجتماعية ضمن مقاربة سيادة الرئيس زين العابدين بن علي القائمة على تلازم البعدين الاقتصادي والاجتماعي. ومباشرة إثر هذا الانتخاب عبر السفير المندوب الدائم للجمهورية التونسية بجينيف في كلمة بالمناسبة عن الاعتزاز بتشريف تونس بهذه المهمة الكبيرة بإجماع من كل الدول الأعضاء بالمكتب الدولي للشغل. وأكد ما يجسمه هذا الاجماع من تقدير دولي لنجاحات تونس في مجالات الشغل والتشغيل والعلاقات بين مختلف الأطراف الاجتماعية. ويضم مجلس إدارة المكتب الدولي للشغل 56 عضوا من بينهم 28 يمثلون الحكومات و14 أصحاب الاعمال و14 الشغالين. وتتمثل مهام هذا الهيكل أساسا في انتخاب المدير العام للمنظمة وفي ضبط برنامج عمل المنظمة ولجانها المختلفة، وكذلك في تحديد ميزانية المكتب الدولي للشغل، الى جانب مراقبة تنفيذ الاتفاقيات الممضاة من قبل المنظمة مع مختلف الاطراف، وإقرار محاور وجدول أعمال المؤتمر الدولي للشغل. وينعقد هذا المؤتمر سنويا خلال شهر جوان ويحضر أشغاله الوزراء المكلفون بالشغل والشؤون الاجتماعية. كما ان 10 لجان ولجان فرعية وفرق عمل تعمل الى جانب مجلس الإدارة اهمها لجنة البرامج والشؤون الادارية والميزانية التي يترأسها رئيس مجلس الادارة، ولجنة الحريات النقابية المتخصصة بالنظر في الاوضاع الاجتماعية وفي العلاقات النقابية بالبلدان الأعضاء. وقد تداول على رئاسة مجلس إدارة المكتب الدولي للشغل 75 رئيسا منذ تأسيسه سنة 1919 وكانوا في أغلب الحالات ممثلين للدول المصنعة والمتقدمة، ومنها فرنسا التي تداولت على رئاسة المجلس في ست مناسبات متباعدة، آخرها الرئاسة التي تولاها وزير الشؤون الاجتماعية الأسبق السيد فيليب سيغان، والمكسيك في خمس مناسبات وكندا والبرازيل وبريطانيا والهند في أربع مناسبات، والولايات المتحدة وإيطاليا والشيلي في أربع مناسبات.