أعلنت البرازيل أمس تخليها عن دور الوساطة في قضية الملف النووي الايراني ممّا يعد تطورا مفاجئا وخطيرا نظرا للدور الذي لعبته كل من برازيليا وأنقرة في هذا الملف وفي الأثناء أعلنت طهران عن طردها لمفتشين تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال وزير الخارجية البرازيلي سيلسو آموريم في تصريح لصحيفة «فاينانشيال تايمز» اللندنية إن حكومته لن تقوم بعد الآن بمساع لتسوية أزمة البرنامج النووي الايراني عقب الرفض الأمريكي للاتفاق الثلاثي الذي وقع في ال17 من ماي الماضي بين ايران وتركيا والبرازيل. عرقلة أمريكية وأضاف الوزير البرازيلي قائلا «قمنا بمبادرة من أجل تسوية الأزمة ونالت رضى وقبول الجميع ولكن أحد الأطراف لم تعجبه هذه المبادرة». في إشارة إلى الرفض الأمريكي للاتفاق منتقدا تجاهل مجلس الأمن لما أحرزته تركيا والبرازيل. وفي أول تعليق على قرار الانسحاب البرازيلي، أعرب مسؤول أمريكي في إدارة الرئيس باراك أوباما عن امتنانهم (الأمريكان) من تخلي البرازيل عن الوساطة مع ايران، واعتقاده أن وساطة أنقرة وبرازيليا «لن تكون ذات فائدة في تسوية الأزمة». وشدد المسؤول الأمريكي الذي رفض الكشف عن هويته على أن مفاوضات ايران «يجب أن تكون مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن». وواصل المتحدث مزاعمه قائلا: «لقد فقدت تركيا والبرازيل حيادهما بالتصويت لصالح إيران وهذا الموقف فتح جرحا لن يلتئم بسهولة». طرد المفتشين وعلى صعيد متصل أعلنت طهران أمس أن اثنين من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية غير مرغوب فيهما. ونقلت وكالة «أنباء الطلبة» الايرانية عن علي أكبر صالحي رئيس وكالة الطاقة الذرية الايرانية قوله إن طهران أبلغت الوكالة الدولية بقرارها منع المفتشين من دخول البلاد. وتابع صالحي قائلا إن «المفتشين لم يعطيا فقط معلومات خاطئة وغير حقيقية فحسب، لكن كشفا أيضا عنها علانية قبل موعدها النهائي المتفق عليه». ومن جانبه قال علي أصغر سلطانية مبعوث إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا في مؤتمر صحفي «هذان الاثنان لم يعودا مفتشين مكلفين بعد الآن.. لكن بالرغم من ذلك يمكن للمفتشين الآخرين بالطبع زيارة البلاد». ونفى سلطانية أن تكون إيران قد قررت قطع علاقاتها مع الوكالة الدولية موضحا أن عمليات المراقبة مستمرة دون أي تدخل. وأضاف قائلا: «علينا أن نتوخى مزيدا من الحذر بشأن أداء المفتشين حفاظا على السرية مؤكدا أن طهران منعت المفتشين لأنهما قدما معلومات خاطئة حول الأنشطة النووية الايرانية».