أصبح الجمال والرشاقة من اهم اهداف المرأة في الحياة ومطمحا ثمينا تسعى لتحقيقه كلفها ذلك ما كلفها من وقت ومال ولكي تبدو المرأة جميلة ونضرة تقصد مراكز التجميل لإصلاح ما يمكن اصلاحه وتعديل ما يجب تعديله ولعل الحصول على رضى الزوج واستحسانه يظل السبب الرئيسي وراء التجاء النساء لعمليات التجميل لان المرأة تعلم ان الرجل تسحره النساء الفاتنات النحيلات ذوات البشرة المشدودة والشفاه المحقونة والبطون المبسوطة لذلك تسعى كل امرأة من مكانها الى ان تكون واحدة من هؤلاء. الرجال سرعان ما يكشفون عن تناقض في مواقفهم حيث يستحسنون عمليات التجميل التي تجريها عارضات الازياء والفنانات والمذيعات ويرفضها اذا تعلّق الامر بزوجته فلماذا يرفض الرجل لزوجته ما يحبه للاخريات؟ وما رأي الزوجات في ذلك؟ ترى السيدة هناء ان الالتجاء الى عمليات التجميل تعتبره حقا مشروعا وهو مكسب علمي يجب ان نقرّ بأهميته على اعتبار انه يخلص الكثيرين من عقدهم ويمكنهم من المصالحة مع الحياة التي لم تهبهم الجمال والرشاقة المطلوبة. وتضيف انها خضعت لعملية شفط الدهون بعد ان عجزت عن التخلص من الكيلوغرامات الزائدة بفضل الحمية وتعيش الآن هانئة البال دون منغصات. عدم الممانعةوأمام هذا الهوس الكبير بالرشاقة والجمال والاقبال المكثف على مراكز التجميل بشهادة اهل الاختصاص اردنا معرفة موقف الرجل التونسي من هذه المسألة فأجمع عددا من الرجال ع عدم ممانعتهم لمثل هذا الامر اذا كان من شأنه ان يحسّن مظهر المرأة ويخلصها من بعض العقد. ويؤكد السيد حسين في هذا الصدد على عدم ممانعته لزوجته اذا رغبت في ذلك على شرط ان تكون تعاني تشوها خلقيا اما اذا تعلّق الامر بتكبير الصدر او نفخ الشفاه فهذا امر مرفوض رفضا تاما ويوافقه الرأي السيد عثمان قائلا ارفض ان تلجأ زوجتي لعمليات التجميل لكي تبدو جميلة اكثر ومثيرة مثل ما اشاهده لدى بعض الفنانات اللاتي تجاوزن الخمسين ومع ذلك يبدون جميلات ومثيرات لأن ذلك في رأيي يعتبر معاندة ورفض لإرادة الله وسنته في خلقه. **ضرورة العصر ابدى عدد من المستجوبين تفهمهم ومساندتهم لكل امرأة تحب ان تبدو جميلة ويوضّح السيد عبد الله (متزوج وله اطفال) ان الزوج الذي يحب الجمال ولا يقاومه ويبدي رأيه بكل صراحة امام زوجته بأنه معجب بهذه الفنانة او بتلك لأنها تحظى بقوام رشيق وجسم متناسق اذ لا يمانع ان تخضع زوجته لبعض عمليات التجميل لتحسين شكلها وتضمن بالتالي الاستقرار لعائلتها وعدم ترك زوجها لها لسبب من الاسباب. السؤال نفسه طرحناه على السيد احمد (شاب في مقتبل العمر ومتزوج حديثا) لنعرف رأيه في ما لو خضعت زوجته لعملية تجميل فأجاب: «ان معظم التونسيات اصبحن مولعات بمسألة الرشاقة والاناقة لذلك لن اقف ضد التيار واحرم زوجتي من فعل شيء تحبه فليس من حقي ان اقمعها وأقف ضد رغبتها. **رأي أهل الاختصاص ما نلاحظه هو ارتفاع عدد مراكز التجميل وتعددها وانتشارها في كافة انحاء الجمهورية معلنة بالتالي عن تغيّر في عقلية التونسي وتحسّن في نظرته للحياة ومظاهرها ويؤكد السيد علي كيو (مختص في الحلاقة والتجميل) ان التونسيات من اكثر نساء البلدان العربية من ناحية الاهتمام بمظهرهن واناقتهن ومواكبة الموضة اذ التونسية تفوقت على اللبنانية والمصرية من حيث مواكبتها للموضة واهتمامها بشكلها واناقتها. وتشير السيدة زهرة بن صالح اختصاصية في التجميل الى ان الاقبال على مراكز التجميل اصبح مكثفا في السنوات الاخيرة ويهم جميع شرائح المجتمع الغنية منها والمتوسطة ويشمل مختلف المستويات الثقافية فتجد ربة البيت كما تجد من تشغل اعلى المراتب الوظيفية والكل يأتي من اجل التخلص من الوزن الزائد او تطليق التجاعيد او شد البطون وشفط الدهون وتكبير الصدر او تصغيره. وعموما يظل تأثير الفضائيات وما تمرره من مظاهر الرشاقة والجمال كبيرا جدا على نفسية التونسية ودفعها الى ان تكون «اكثر جمالا وجاذبية لارضاء نفسها والمحيطين بها.