مثل كرة الثلج ما فتئت وضعية المنتخب الفرنسي الخارج من المونديال تتضخّم اعلاميا وسياسيا لتصبح القضية الوطنية (رقم 1) متفوّقة على موضوع آخر أكثر تأثيرا في حياة الفرنسيين والمقصود موضوع التقاعد. صباح اليوم ستستمع لجنة الثقافة بالبرلمان الفرنسي الى المدرب ريمون دومنيك والى رئيس الجامعة الفرنسية المستقيل من مهامه جون بيار اسكالات وهذا بعد أن كانت نفس اللجنة قد استمعت عشية أمس الى الوزيرة روزلين باشلو وناقشت معها المسيرة الكارثية لمنتخب «الديوك» في مونديال جنوب افريقيا. الزلزال الكروي الذي ضرب فرنسا مازال متواصلا والتدخل الحكومي في هذا الملف الرياضي البحت استفزّ رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتير الذي وجه أمس تحذيرا جديدا الى الحكومة الفرنسية مهددا بفرض عقوبات على الجامعة الفرنسية لكرة القدم ومطالبا في الآن نفسه باحترام استقلالية هذا الهيكل. وقال جوزيف بلاتر: «لقد حولت فرنسا كرة القدم الى قضية تهم الدولة الفرنسية وهذا غير مقبول فالكرة يجب أن تبقى بين أيدي الجامعة وليس أطرافا أخرى». ردّ فعل الفيفا وإن جاء متأخرا يبقى إذن مرحّبا به خصوصا وأن الصمت المطبق الذي قوبل به تعامل المسؤولين الفرنسيين مع المنتخب التونسي وجامعة كرة القدم في هذا البلد أعطى الانطباع بأنه مسموح للدول الكبرى بالتدخل في شؤون الهياكل الرياضية على عكس الدول الصغرى التي يتم تسليط عقوبات قاسية عليها بمجرد فرضها لخيارات محددة في جامعات واتحادات الكرة الراجعة اليها بالنظر. الفيفا تكون إذن بهذا الموقف قد خلّصت نفسها من شبهة الكيل بمكيالين وتكريس منطق خاص في تعاملها مع الهياكل المنتمية إليها ولم يبق سوى صوت واحد لم يسمع في قلب هذه «الجعجعة» الاعلامية والسياسية والرياضية هو صوت رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني حليف بلاتير في موضوع رفض اعتماد الصور التلفزية لمساعدة الحكام... تمنينا سماع بلاتيني لكنه فضل الصمت الى حد الآن.