نجح طالبان بالمعهد الأعلى للإعلامية وتقنيات الاتصال بحمام سوسة في تصميم برمجية جديدة لهواتف الجيل الثالث التي تشتغل بنظام أندرويد الذي تملكه مؤسسة غوغل. وجاءت هذه البرمجية في إطار مشروع التخرج لهذين الطالبين وقد لقيت إعجابا كبيرا لدى المختصين والجمهور العلمي الذي عرضت عليه، كما اعتمدتها مؤسسة غوغل وطرحتها للتحميل المجاني على موقعها، لذلك ينتظر أن يقدم الطالبان هذه البرمجية في أحد نزل الجهة لجمهور أوسع لبحث إمكانيات توظيفها وتطوير برمجيات مشابهة تكون لها عوائد مالية. وتقوم البرمجية على خريطة النقل في الساحل وذلك برصد كل خطوط الحافلات ومختلف المحطات ومواعيد الرحلات، كما تمكن البرمجية مستعملها من تحديد مكانه بالمقارنة مع أية محطة والزمن الذي سوف يقضيه في انتظار الحافلة. واعتمد الطالبان في عملهما على بيانات حصلا عليها من شركة النقل بالساحل، مع إمكانية تحيين هذه البيانات آليا عند تشغيل جهاز الهاتف، لتحميل أحدث التغييرات في الرحلات. وقال أحد المختصين إن جهة الساحل التي تستقبل سنويا أكثر من 3 ملايين سائح ينتشرون في مئات المؤسسات السياحية تحتاج حتما إلى مثل هذه المعلومات المهمة كما يحدث في الدول المتقدمة. وقد حصل الطالبان على أعداد جيدة مع تنويه من اللجنة وتشجيع الأساتذة. ومن الناحية المبدئية، يعتبر تطوير هذه البرمجية مثالا على الإمكانيات الكبيرة لدى الشباب التونسي وعلى أبواب الاستثمار في الذكاء، ذلك أن تطوير مثل هذه البرمجية يعني إمكانية تطوير غيرها مما يسهم في التطور وفي خلق الثروات وبناء الاقتصاد الرقمي وخصوصا في تصدير مثل هذا الإنتاج الذي لا يتطلب استثمارات مالية ضخمة. وقال لنا أستاذ بمعهد تحضيري بالعاصمة إن الطلبة في جامعات في الدول المتقدمة مثل كندا والولايات المتحدة ينتجون سنويا آلاف الاختراعات في إطار مشاريع التخرج وأن الكثير من تلك الاختراعات تمر إلى مصانع الشركات حتى أن حفلات التخرج يحضرها المئات من المستثمرين ورجال الأعمال بحثا عن المشاريع التي يمكن الاستثمار فيها. وفي تونس، ما تزال إنتاجات الطلبة من الأبحاث التي يمكن تحويلها إلى تطبيقات قليلة جدا. وفي هذا الإطار قال لنا مسؤول بالمدرسة العليا للاتصالات إن مؤسسة «أورانج تونس» كان لها فضل السبق في عقد شراكة مع المدرسة لمدة خمس سنوات. وتهدف هذه الشراكة إلى مساعدة الأساتذة والطلبة على مستوى التكوين وتوفير التقنيات والرسكلة والتدريب. وفي المقابل، تأمل «أورانج تونس» في الاستفادة من خريجي المدرسة وضمان الإطارات المتميزة والقريبة من التكنولوجيا التي تعتمدها لتشغيلهم فيما بعد. إلا أن التعاون بين المؤسسات الاقتصادية والجامعية في تونس ما يزال يخطو خطوات ثقيلة وبسيطة.