دعا الرئيس الامريكي باراك أوباما الليلة قبل الماضية رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الى «تقديم تنازلات» لصالح مسار التسوية مقابل تشديد العقوبات على إيران، محذّرا في الآن ذاته الدول العربية وتركيا من مغبة إبداء «التحفّظ» بخصوص النووي الاسرائيلي. وحثّ أوباما رئيس الوزراء الصهيوني خلال لقاء التأم الليلة قبل الماضية بالبيت الابيض على اتخاذ مزيد من إجراءات تعزيز الثقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين تمهيدا لإطلاق المفاوضات المباشرة بينهما. خطوات وأشاد بما سمّاها «خطوات» اسرائيل الاخيرة لتخفيف الحصار عن غزة معربا عن سروره لأن الأمر سار بشكل أسرع مما تصوّر البعض، على حد قوله. وأضاف أن هناك أمورا لاتزال تتطلب متابعة، مدعيا أن طريقا يتيح ازدهار اقتصاد غزة ويمكّن اسرائيل من العيش بأمان قد برز. واعتبر أن نتنياهو «يريد السلام» و«مستعدّ للمخاطرة من أجله» وللدخول في مفاوضات جادة مع الفلسطينيين على قاعدة حل الدولتين. وأبدى أمله في أن تفرز المفاوضات غير المباشرة الحاصلة حاليا بين الفلسطينيين والاسرائيليين مفاوضات مباشرة مشيرا الى وجوب أن تكون جدية وناجعة داعيا الدول العربية الى تأييد هذه الخطوة. إجماع على العقوبات وتطرق أوباما ونتنياهو الى الملف النووي الايراني حيث أجمعا على ضرورة مزيد تضييق الخناق الدولي على إيران وعزلها اقتصاديا واجتماعيا. وتعهّد أوباما في هذا السياق بمواصلة الضغط على إيران على خلفية برنامجها النووي واصفا إياه ب«المستفز لجيرانها في المنطقة». وقال: «ناقشنا ملف إيران... وأكدنا أنه يجب تسليط أقسى العقوبات في تاريخ إيران عبر مجلس الأمن». وأشار الى أنه علاوة على توقيع الاسبوع الماضي عقوبات أحادية ضد إيران فإن المساعي تنصب على عقوبات جديدة تدفع طهران الى الالتزام بالتعهدات الدولية ووقف استفزازها لجيرانها والمنطقة. من جهته، دعا نتنياهو الى فرض عقوبات أكثر قسوة على طهران. وأعلنت إيران أول أمس استعدادها استئناف المفاوضات مع مجموعة الدول الست الكبرى حول برنامجها النووي في سبتمبر القادم شرط أن يتم مسبقا تحديد أهداف هذا الحوار بوضوح. في المقابل، قدم أوباما لرئيس الوزراء الصهيوني ضمانات بأن إدارته ستعارض أية جهود لادانة اسرائيل في مؤتمر الأممالمتحدة ل«شرق أوسط خال من السلاح النووي المزمع عقده في 2012». ونقل بيان صادر عن البيت الابيض أن أوباما حرص على الاشارة الى أن المؤتمر يمكن أن يعقد فحسب إذا شعرت كل الدول أنها واثقة من المشاركة فيه محذرا من أية محاولة للاستفراد بإسرائيل سيجعل آفاق عقد مثل هذا المؤتمر غير مرجحة. وشدّد على أن واشنطن ستعمل عن كثب مع اسرائيل لضمان أن لا تعيق مبادرات الحد من التسلح بأمن الكيان الصهيوني.