عمر الخيّام هو غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام المعروف بعمر الخيام عالم فارسي، ولد في مدينة نيسابور في إيران ما بين 1038م و1048م وتوفي فيها ما بين 1130م و1131م فيلسوف وشاعر فارسي تخصص في الرياضيات والفلك واللغة والفقه والتاريخ، الخيّام هو لقب والده حيث كان يعمل في صنع الخيام وهو صاحب رباعيات الخيام المشهورة. فلما أصبح صديقه نظام الملك «وزيرا للسلطان» «ألب أرسلان» ثم لحفيده «ملكشاه» خصص له راتبا سنويا مائتين وألف مثقال يتقاضاها من بيت المال كل عام، من خزينة نيسابور فضمن له العيش في رفاهية مما ساعده على التفرغ للبحث والدراسة وقد عاش معظم حياته في نيسابور وسمرقند وكان يتنقل بين مراكز العلم الكبرى مثل بخاري وبلخ وأصفهان رغبة منه في التزود من العلم وتبادل الأفكار مع العلماء... أهم أعماله رغم شهرة الخيام بكونه شاعرا فقد كان من علماء الرياضيات في عصره، واشتهر بالجبر واشتغل في تحديد التقويم السنوي للسلطان ملكشاه، والذي صار التقويم الفارسي المتبع إلى اليوم وهو أول من اخترع طريقة حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع المخروط، وهو أول من استخدم الكلمة العربية «شي» التي رسمت في الكتب العلمية الإسبانية (Way) وما لبثت أن استبدلت بالتدريج بالحرف الأول منها «X» الذي أصبح رمزا عالميا للعدد المجهول، وقد وضع الخيام تقويما سنويا بالغ الدقة، وقد تولى الرصد في مرصد أصفهان. إسهاماته العلمية ترجع شهرته إلى عمله في الرياضيات حيث حل معادلات الدرجة الثانية بطرق هندسية وجبرية كما نظم المعادلات وحاول حلها كلها، ووصل إلى حلول هندسية جزئية لمعظمها، وقد بحث في نظرية ذات الحدين عندما يكون الأس صحيحا موجبا، ووضع طرقا لإيجاد الكثافة النوعية ولم ينبغ الخيام في الرياضيات فحسب، بل برع أيضا في الفلك، وقد طلب منه السلطان «ملكشاه» سنة 467ه / 1074م مساعدته في تعديل التقويم الفارسي القديم ويقول «سارطون» إن تقويم الخيام كان أدق من التقويم الغريغوري. مؤلفاته للخيام عدة مؤلفات في الرياضيات والفلسفة والشعر، وأكثرها بالفارسية أما كتبه بالعربية فمنها: «شرح ما أشكل من مصادرات كتاب أقليدس»، «الاحتيال لمعرفة مقداري الذهب والفضة في جسم مركب منهما» وفيه طريقة قياس الكثافة النوعية «رسالة في الموسيقى» ورباعيات الخيام وهي عبارة عن مقطعات من أربعة أشطار، الشطر الثالث مطلق بينما الثلاثة الأخرى مقيدة وهي تعرف باسم الدوبيت بالفارسية وقد ألفها بالفارسية رغم أنه كان يستطيع أن يصوغها بالعربية. اتهامه بالإلحاد فسر البعض فلسفته وتصوفه على أنه إلحاد وزندقة وأحرقت كتبه، ولم يصلنا منها سوى الرباعيات لأن القلوب أحبتها وحفظتها من الضياع، غير أن الخيام كان عالما عبقريا وملما ومبدعا أكثر بكثير من كونه شاعرا وضياع كتبه في الرياضيات والفلسفة حرم الإنسانية من الاستفادة من الاطلاع على ما وضعه في علوم الجبر و الرياضيات تعتبر تهمة الإلحاد والزندقة من المسائل الجدلية في التاريخ الإسلامي في حين أن هذه التهمة أثبتها فريق كبير من الناس على الخيام إلا أن هناك فريق كبير آخر يقر له بأنه مات على الإسلام.