قدّم عدد من الضباط الذين شاركوا في «ثورة يوليو» 1952 شهاداتهم حول اللحظات الأخيرة التي سبقت قيام الثورة والقرارات التي تم اتخاذها للحفاظ على سرية تحرّك الضباط الأحرار وانجاح الثورة التي مرّ أمس على قيامها 58 عاما. وكشف أحد أبرز مؤرخي الثورة أحمد حمروش ان الضباط الأحرار تأكدوا ان لدى القصر الملكي قائمة بأسماء 12 ضابطا مسؤولين عن قيادة تحريك الضباط وتقرر اعتقالهم فكان عليهم ان يتحرّكوا بأقصى سرعة قبل ان ينجح رجال الملك فاروق في الإيقاع بهم حيث اتخذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قرارا منفردا بتعجيل موعد التحرّك من أوت الى جويلية 1952. شهادات واعترافات ومن جانبه ، كشف اللواء جمال حماد أحد الضباط الأحرار عن تكليفه من قبل الرئيس عبد الناصر بكتابة البيان الأول للثورة لأنه أديب وشاعر وكان من المفروض أن يلقيه هو، لكن تغيرت التعليمات في اللحظة الأخيرة وألقاه أنور السادات بعد تكليف جمال حماد بالتوجه الى طريق السويس للتصدي للقوات الأنقليزية التي من المتوقع توجهها الى القاهرة. وفي السياق ذاته ، كشف توفيق عبده إسماعيل وكان من الضباط الأحرار أيضا عن مفاجأتين حدثتا بعد إذاعة البيان الأول، فقد نزل شعب مصر كله الى الشارع في تجمعات غير طبيعية لتأييد الثورة، أما المفاجأة الثانية فهي أن الضباط الأحرار كانوا يمثلون 5% من ضباط الجيش وانضم إليهم بعد ذلك بقية ال 95 % من ضباط الجيش. وعن مصير الملك السابق فاروق ، قال إبراهيم بغدادي وكان من الضباط الأحرار أيضا إنه لم يكن واضحا في اللحظات الأولى وانقسمت الآراء حوله ما بين مطالبة برحيله أو إعدامه وهو ما اقترحه جمال سالم ولكن رفضه بقية الضباط الأحرار واتفقوا على رحيله من مصر. وأخيرا ، تحدث خالد محيى الدين أحد أبرز الضباط الأحرار عن الاعتقالات التي تلت قيام الثورة ، قائلا :«إنها أمر طبيعي ما دام يوجد تصادم في الأهداف والمسيرة ، لابد من إجراءات رادعة للحرية للسيطرة على الأمور». تحديات مصرية وفي كلمته التي وجهها إلى الشعب المصري بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثامنة والخمسين لثورة 23 يوليو 1952، أعلن الرئيس المصري حسني مبارك أن مصر ستبقى وطنا عزيزا مرفوع الرأس والكرامة تسعى بخطوات واثقة نحو المستقبل وتعلي بنيان نهضتها عاما بعد عام وترفع رايتها سواعد أبنائها جيلا بعد جيل . وأضاف مبارك أن الشعب المصري قادر بقوة إيمانه وصلابة معدنه وتماسك أبنائه على المضي إلى الأمام، متخطيا التحديات والصعاب ومتمسكا بتحقيق تطلعه الى الحياة الكريمة والغد الأفضل. وتابع أن المرحلة المقبلة ستشهد توسيع قاعدة العدل الاجتماعي وتطوير نظام التأمين والمعاشات والوقوف الى جانب الأسر الفقيرة ليس لحمايتها وتمكينها من مواجهة أعباء الحياة فحسب وإنما للأخذ بيدها للخروج من دائرة الفقر. وشدد مبارك على تمسكه بسيادة القانون وإعلاء كلمته وعدم التدخل في سير العدالة أو أحكام القضاء والعمل من أجل مجتمع يصل فيه المواطن الى أقصى ما يؤهله إليه تعليمه وإمكاناته وقدراته بعيدا عن المحسوبية. وأكد مبارك أن التحرك المصري الخارجي محكوم بمصلحة البلاد ، فمصر تعمل من أجل سلام واستقرار الشرق الأوسط دون أجندات خفية وبعيدا عن المهاترات والمزايدة ولم يقدم أحد ما قدمته مصر للقضية الفلسطينية. ونقل التليفزيون المصري عن مبارك القول أيضا إنه يتابع الحوار الهادئ مع الأشقاء في دول حوض النيل بما يحفظ مصالح مصر ويحقق التنمية لكافة دول الحوض .