بتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي تولى السيد محمد الغنوشي الوزير الاول صباح امس بتونس افتتاح اشغال الندوة الوطنية للتونسيين بالخارج التي تلتئم تحت سامي اشراف رئيس الدولة في اطار الاحتفال باليوم الوطني للتونسيين بالخارج. وأكد الوزير الاول ان هذه الندوة التي تتوج اعمال الملتقيات الجهوية تشكل مناسبة لاستحضار المكاسب والانجازات التي تحققت لفائدة الجالية التونسية وتدارس مشاغلها ومزيد الالمام بتطلعاتها واستشراف ملامح الخطط والبرامج المرسومة في هذا المجال وتأمين نجاحها. وأبرز المكانة التي يحظى بها التونسيون بالخارج منذ التحول باعتبارهم جزء لا يتجزأ من الشعب التونسي وهي عناية ما فتئت تتجلى من خلال كثافة المبادرات وتنوع الاجراءات التي تنصهر في اطار منظومة شاملة ومتكاملة تتسع الى مختلف المجالات وترتكز بالخصوص على صيانة حقوق التونسيين بالخارج والحفاظ على مكاسبهم وتيسير ظروف اقامتهم وعملهم وتوطيد صلتهم بالوطن ومن ثمة تمكينهم من المساهمة في دفع الحركية التنموية وتعزيز مقوّمات مناعة تونس وتقدمها. واضاف ان المواضيع التي تطرحها هذه الندوة لها اهمية بالغة اذ تتصل بمجالات الاعلام الموجه للجالية وبمشاغل الشباب التونسي بالمهجر وتطلعاته وبالنشاط الجمعياتي. وأضاف ان تداعيات الاحداث الاقليمية والعالمية وبروز ظاهرة التطرف الديني في بعض اوساط الجاليات الاسلامية واستغلال هذه الأحداث من طرف التيارات المعادية للمهاجرين باعتماد الخلط في المفاهيم بين الاسلام والارهاب وبين الهجرة والانحراف ادت الى تفاقم الضغوطات والصعوبات التي يتعرض لها المهاجرون والى عرقلة اندماج الاجيال الجديدة للهجرة. وبين ان هذه المستجدات تؤكد صواب المقاربة التونسية التي ترتكز على دعم قدرة الاجيال الجديدة للهجرة على الاندماج في مجتمعات بلدان الاقامة مع الحفاظ على هويتها الثقافية. وقد سعت تونس الى وضع البرامج الكفيلة بتحقيق التواصل بين هذه الاجيال والوطن ووقايتها من مخاطر التهميش والانبتات. وابرز الوزير الاول من جهة أخرى ان هذه الندوة تنعقد في فترة تستعد فيها تونس لمواعيد سياسية هامة وفي صدارتها الانتخابات الرئاسية والتشريعية والتي ستكون محطة بارزة على درب توطيد اركان البناء الديمقراطي التعددي واثراء المشهد السياسي ودعم حركيته معربا عن يقينه في اقبال ابناء تونس بالخارج على المشاركة في الانتخابات الرئاسية ليعبّروا مجددا عن التفافهم حول الرئيس زين العابدين بن علي وخياراته الحضارية وليسهموا في انجاح هذا الموعد المتميز. وقد انبثقت عن هذه الندوة ثلاث لجان تهتم الاولى بدور الاعلام الموجه للجالية التونسية والثانية بدور الجمعيات التونسية بالخارج والثالثة بمشاغل الشباب التونسي بالمهجر ورؤيته لثنائىة الاندماج والهوية. وقد ابرز السيد عبد الوهاب عبد الله الوزير المستشار لدى رئىس الجمهورية لدى ترؤسه اللجنة الاولى حول دور الاعلام الموجه للجالية التونسية في مزيد تمتين اللحمة بين افرادها وتوثيق صلتهم بتونس ما يحظى به التونسيون بالخارج منذ تحول السابع من نوفمبر من عناية كبيرة من لدن الرئيس زين العابدين بن علي والتي تجلت من خلال العديد من الاجراءات والقرارات التي عززت انتماءهم وصلتهم بالوطن. وشدد من جهة أخرى على العناية الفائقة التي يوليها رئىس الدولة لمسألة الاعلام الموجه للجالية مذكرا في هذا الصدد بالخصوص بربط القناة التلفزية الوطنية «تونس 7» منذ سنة 1992 بالاقمار الصناعية لتمكين ابناء تونس في الخارج من متابعة برامجها. وأضاف ان هذا الاجراء تعزز بقرار رئىس الدولة توسيع رقعة بث قناة تونس 7 بالاقمار الصناعية حتى تشمل امريكا الشمالية وكندا بما يتيح لكافة التونسيين متابعة المستجدات على الساحة الوطنية وهو ما ينمي لديهم شعور الانتماء والولاء للوطن. ودعا التونسيين بالخارج الى التعامل الواعي مع الزخم الهائل من المعلومات التي تفرزها وسائل الاتصال الحديثة والدفاع عن تونس وتعزيز اشعاعها والتصدي لكل محاولات التشويه المغرضة التي قد تتعرض لها.