ما أحوجنا للترفيه خاصة خلال فصل الصيف حيث يدخل الجميع في عطلة أو اجازة وتزداد الرغبة لديه في القطع مع روتين الحياة وضغوطاتها المتعددة. وللمجتمع المدني دور هام في مساعدة من تعوزهم الامكانات على الترفيه خاصة متساكني الاحياء الشعبية. ولذلك ارتأت «الشروق» الحديث الى السيد أنيس معزون رئيس الجمعية التونسية للترفيه. باعتباركم أول جمعية تعنى بالترفيه ما هي اهتمامات الجمعية؟ الهدف الأول من الجمعية هو خلق ثقافة الترفيه لدى المواطن التونسي لأن الترفيه هو معطى يكشف عن تحضر ورقي اجتماعي وهو يأتي بعد تلبية الحاجيات الأساسية. ونحن في تونس ومنذ العشريتين الاخيرتين سجلنا تطورا لحاجة التونسي للترفيه باعتبار تحسن الدخل وتطور العقلية وكثرة الضغوطات الناجمة عن التقدم الحاصل ببلادنا. ما هي الانشطة الصيفية المبرمجة؟ خلال كل صائفة يتم تنفيذ البرنامج الوطني لتنشيط الشواطئ المهيأة وذلك منذ تأسيس الجمعية سنة 2002 بشراكة مع وزارة السياحة وتواصل البرنامج الى غاية سنة 2007 ومنذ سنة 2003 أعددنا برنامجا وطنيا لتنشيط الاحياء ذات الكثافة السكانية العالية في دورته الثامنة وذلك بشراكة مع وزارة الشباب والرياضة وهو برنامج وجد صدى كبيرا لدى المواطنين لأنه منتوج موجه للعموم ومجاني وتفاعلي ويقع خلاله تنظيم مسابقات مع توزيع جوائز على كل المشاركين. ما هي خصوصية تعاملكم مع أطفال وشباب الاحياء الشعبية؟ نلاحظ اقبالا كبيرا على أنشطة الجمعية وتعطشا لما نقدمه لهم لاسيما أننا نقوم بنقل مدينة للألعاب حيث يتمتع الاطفال والشباب المقبل عليها بيومين كاملين من الألعاب المجانية التي لا يستطيع التمتع بها بالملاهي الخاصة ويقبل على أنشطة الجمعية بالمناطق الشعبية في حدود 5 آلاف شخص في الليلة. ماذا عن الجائزة الرئاسية للترفيه الاسري؟ نقوم بتوزيع جوائز على المتفوقين في الدراسة في كل حي نزوره وتكون عبارة عن هواتف جوالة بالاضافة الى الانشطة سالفة الذكر وعنايتنا بهذه الفئات مكنتنا من الحصول على جائزة رئيس الجمهورية للنهوض بالأسرة والتي حملتنا المسؤولية أكثر للتطوير والتحسين في نوعية العمل التطوعي وفقا لحاجيات التونسي. ما هي برامجكم للترفيه عن المرضى والطلبة بالمبيتات الجامعية لاسيما أنهم في حاجة الى ذلك؟ نقوم بمساندة الاطفال المصابين بالامراض المزمنة بالمستشفيات وذلك بالشراكة مع وزارة الصحة العمومية حيث نتولى الترفيه عنهم من خلال اقامة حفل وتوزيع هدايا. كما نستهدف الطلبة بالمبيتات بشراكة مع وزارة التعليم العالي وذلك بالتعاون كذلك مع بعض الفنانين كسفيان الشعري ومحمد علي بن جمعة ولطفي بوشناق وكوثر الباردي وسمير الوافي ومجموعة كبيرة أخرى في اطار التطوع لهدف تمكينهم من الترفيه عن النفس خاصة وأن أطفال المستشفيات تطول اقامتهم في حال الاصابة بمرض مزمن وكل سنة نقوم بتكريم المبدعين الشبان الذين تميزوا في المسرح والسينما والتلفزة والفن التشكيلي والأدب وذلك خلال شهر ديسمبر وقمنا كذلك بتكريم بعض الاعلاميين المتميزين. الترفيه حاجة أكيدة والامكانات محدودة لدى بعض الشرائح وهنا اين يكمن دور المجتمع المدني؟ دور المجتمع المدني يتمثل في معاضدة مجهود الدولة للترفيه التي تدعم بدورها هذا التوجه. والترفيه يدعم اقتصاد البلد وهو الصناعة الرابعة في البلدان المتقدمة لذلك لابد من تشجيع الاستثمار في الترفيه. وسوف نقوم بتنظيم ندوة حول الاستثمار في الترفيه لابراز كل الحوافز والتشجيعات التي تيسر بعث المشاريع كما تتوفر الجمعية على خلية اصغاء وتوجيه المستثمرين التي تمد يد المساعدة لهم ولاحظنا ان هناك رغبة من التونسيين المقيمين بالخارج لبعث مشاريع ترفيهية بمسقط الرأس ولله الحمد الادارة تستجيب لمطالبنا واقتراحاتنا لأن الجمعية لها سمعة طيبة ونشعر أن هناك رغبة من الادارة لتيسير الاستثمار في هذا المجال.
