شهدت شواطئ المهدية يوم الأحد الماضي تظاهرة فريدة من نوعها انتظرها الأطفال بفارغ الصبر وعاشها الكبار بمتعة لا توصف، أطلق الجميع عنان «التفاؤل للتحدى» الأكبر.. كان موضوع التظاهرة وهدفها بالفعل التحدي فقد احتضنت المهدية فعاليات بطولة «التفاؤل للتحدي» في دورتها الثالثة والتي تنظمها الجامعة التونسية للقوارب الشراعية والمجمع التونسي للتأمين، وتتمثل في تعليم صغار الجهة المتواجدين على الشاطئ كيفية الخوض في ثنايا الموج وكسر الرياح بشراع صغير وجسم أصغر بكثير.. لم يتجاوز سن أغلب المشاركين في ذلك اليوم الرابعة عشر، بالرغم من أن المسابقة تضم من كان عمرهم بين ال8 و18 تفرقوا منذ الصباح الباكر ليجتمعوا في حلقات للتكوين وكانت أعين الهيئة تتابع حركات وكلمات المختصين ذوي الخبرة في ركوب القوارب الشراعية ليعلموا منهم مكوّنات القارب وكيفية تركيبها وبين الفينة والأخرى يرمقون البحر التابع وراءهم بنظرات لا تخلو من التحدي وحب المغامرة.. ربما يعجز الفكر عن تصديق ذلك، فكيف يمكن لصغير في سن الثامنة أو العاشرة أن يتعلم خلال ساعات قليلة كل شيء عن القوارب الشراعية ثم يخوض التجربة في عرض البحر؟ لكن ذلك ما حصل مع الأطفال في المهدية وقليبية وجربة والحمامات قبلها والمنستير بعدها.. في الختام ربما ينتظر البعض الحديث عن الفائزين في السباق سواء بين النوادي التابعة للجامعة التونسية للقوارب الشراعية أو المتسابقين الجدد، لكن الحقيقة تقول أن لا نفعل ذلك. ففي ذلك اليوم كان الجميع فائزا، حين كانت التظاهرة مناسبة لأبناء الجامعة لتحسين مهاراتهم في تلك الرياضة النبيلة. كما تعرف المشاركون الجدد من أبناء الجهة على معنى آخر قد يكون لهم سندا في كسب التحدي الأكبر في الحياة وهو صناعة المستقبل بكل ما في التجربة من تفاؤل. كما لم يفت المصطافون الفرصة فقد جلبهم التنشيط الغنائي وبراءة التحدي في عيون الأطفال فتجمعوا ليراقبوا البراءة وهي تلتحم مع الأمواج وتتحكم في الريح بشراع صغير..