قضت مؤخرا المحكمة بسجن شاب من مواليد القصرين مدّة شهر واحد من أجل تهمة الاعتداء بالعنف على ضيفه الجزائري. وحسب رواية المتهم التونسي فانه كان على علاقة صداقة متينة بخصمه اذ انهما يشتغلان في الجماهيرية الليبية منذ مدة تناهز السنة، وقد جرت العادة ان يمرّ الجزائري على مدينة القصرين صحبة صديقه وزميله التونسي باعتبار ان هذه المدينة (القصرين) حدودية ولا تبعد كثيرا على المدينة الاصلية لصديقه الجزائري وهي تبسّة وواصل المتهم حديثه قائلا ان صديقه الجزائري كان في كل مرّة يقضّي ليلة او ليلتين في ضيافته حيث يأخذ نصيبا من الراحة قبل مواصلة طريقه في اتجاه الجزائر وعند عودته من الجزائر في اتجاه ليبيا يتبع نفس المراحل. وكعادتهما وصل الصديقان الى القصرين بعد رحلة طويلة وشاقة قادمين من ليبيا. وبينما استسلم الجميع للنوم، تفطّن المتهم الى صديقه في ساعة متأخرة من الليل يتسلل دون اشعال النور الكهربائي، الى غرفة أخرى كانت تنام فيها شقيقته لمراودتها عن نفسها عندها لم يتمالك الشاب المتهم اعصابه فاعتدى بالعنف على صديقه الجزائري وتبادل معه اللكمات، وفي الاثناء سمع والد المتهم الضوضاء ولاحظ الشجار بين الصديقين فاتصل باقرب مركز للأمن وتم ايقاف الصديقين. وأضاف المتهم قائلا: لما شعر الجزائري بأنه في خطر اختلق رواية مفادها ان الشاب التونسي سعى الى سرقة امواله المقدرة ب 180 دينارا كان قد خبّأها تحت الوسادة ملاحظا امام الباحث ان صديقه التونسي كان في حالة سكر ساعة الواقعة. لسان دفاع المتهم اعترف امام المحكمة بوجود حالة السكر لكنه أصرّ على الغاء مصطلح «الواضح» باعتبار ان موكله لم يقع ضبطه في الطريق العام في حالة غير عادية وهي الحالة الوحيدة التي تؤدي الى تهمة السكر الواضح. وبعد ان نفى تهمة السرقة لاحظ ان الاعتداء لم يكن بالعنف الشديد وانما الخفيف ودليل ذلك غياب الشهادة الطبية، لذلك وباعتبار ان المتهم كان في وضعية دفاع عن شرفه طالب بعدم سماع الدّعوى غير ان المحكمة وان استجابت الى طلب الدفاع في قضية السكر وقضية السرقة فانها حكمت بسجن المتهم مدة شهر واحد من أجل الاعتداء بالعنف الخفيف.