يُحكى أن رجلا كان يعمل بحقل على ملك فلاح، وذات يوم بينما كان يحرث الأرض عثر على جرّة مملوءة ذهبا وياقوتا، فرح العامل كثيرا وعاد بالجرّة الى منزله. فكّر في البداية في إخفاء السرّ عن زوجته ولكنه تراجع بعد ذلك وقال في قرارة نفسه: كيف أخفي هذا السرّ عن زوجتي وعشيرة عمري؟ وماذا أقول لها حين أشرع في استغلال حبّات الياقوت؟ وبعد تفكير طويل أسرّ لها بالخبر السعيد وطلب منها كتمان السرّ إلا أن المرأة لم تستطع تحمل المفاجأة وخرجت من منزلها بمجرد خروج زوجها لقضاء بعض حوائجه وشرعت تطرق أبواب الجيران وتعلم جاراتها وكانت كلما أعلمت واحدة طلبت منها كتمان السر لكن هيهات أن تحتفظ امرأة بغير سرّها! وسرعان ما انتشر الخبر بالقرية الى أن بلغ الى صاحب الحقل الذي هرع مسرعا الى دار العامل فوجد زوجته التي سألها عن الخبر فأيّدت ما سمعه. حيلة العامل عاد العامل الى منزله وقد سمع بانكشاف السرّ فحمل الجرّة وأخفاها في مكان آخر ثم طلب من زوجته مرافقته على العربة التي كان يجرها حمار هرم، وذهب معها الى أحد المطاعم بعد أن باع ياقوتة فقدم لها أفخر الأطعمة وألذّ المشروبات ثم اشترى كمية من الخبز وقطعها قطعا صغيرة ثم عاد رفقة زوجته الى الدار وأثناء الطريق نامت المرأة فأخذ الزوج يرمي قطع الخبز فوق وجهها وكلما أفاقت من نومها سألته عن السر فيجيبها بأن السماء أمطرت خبزا، كان الحمار يمشي ببطء فسألته عن السبب فقال لها ان هذا إنسان أغضب أمه فمسخ الى حمار، ولما وصلا الى منزلهما قال لزوجته لقد هجم العدو على القرية فعليك بالاختفاء وسأصعد فوق سطح المنزل لأتصدّى للجنود الذين قد يداهموننا بين الحين والآخر. صدّقت المرأة ما سمعت واختفت في دهليز بينما أخذ الزوج بندقيته وصعد الى السطح وقضى كامل الليل وهو يطلق النار وعند الفجر قال لزوجته: لقد قتلت كل الجنود. وجاء الفلاح وفي صبيحة اليوم الموالي عاد الفلاح الى دار العامل حيث وجده فطلب منه إرجاع الجرة فردّ عليه العامل باشمئزاز عن أيّة جرّة تتحدث؟ فقال له الفلاح: عن الجرّة التي وجدتها بحقلي مملوءة ذهبا وجواهر فقهقه العامل وقال له، ومن أخبرك بهذا الخبر، فقال له: زوجتك. فالتفت الى زوجته وسألها: ومتى حصل ذلك؟ فأجابته قائلة: قبل أن تمطر السماء خبزا وحين كنا نركب عربة يجرها والد هذا الرجل الذي مسخ الى حمار وحين عدنا وهاجمنا العدو، وتصدّيت له كامل الليل وقتلت كل جنوده. فالتفت الزوج الى الفلاح وقال له: هل صدقت الآن أنني وجدت جرّة مملوءة ذهبا وياقوتا؟ فقال له الفلاح: ومن يصدق هذه المرأة البلهاء؟ وخلال الليل حمل العامل الجرة وسافر رفقة زوجته الى بلد آخر حيث قضى بقية عمره لينعم بما وجده في حقل الفلاح.