الفتى الديناميتي، مايك الحديدي، رجل خارق على هذا الكوكب كلها مرادفات، لاسم شخص واعد، جيرار مايك تايسون، رجل شغل العالم وجعل الناس تتوقف لحين حتى بمجرد رؤية صورة له في المجلات أو على التلفاز ومهما كان الحدث، بطلا كان تايسون حينها أو شخصا مثيرا للجدل بين أروقة المحاكم أو خلف القضبان... أصعب ما في الحديث عن هذا الرجل هو تلخيص مسيرته في بعض الاسطر، لأن حياة تايسون قصة ستظل ماثلة في التاريخ. حياة شقاء... صنعت الأسطورة عندما كان تايسون في الثانية من عمره، ترك والده والدته، التي أجبرت على تربيته لكنها توفيت وهو في سن 16 فرعاه مدرب الملاكمة كاس داماتو وقد نقل على تايسون حينها قوله: «لم أر أمي راضية عني أو فخورة بي لقيامي بأي عمل عرفتني فقط كطفل جامح منطلقا في الشوارع، يعود الى البيت بملابس جديدة تعلم أنني لم أدفع ثمنها، لم تتح لي الفرصة للتحدث معها أو التعرف اليها»... في هذه الظروف عاش الطفل حياة صعبة تحكم فيها كل شيء وببلوغه 13 عاما كان قد تم القبض عليه 38 مرة ومن هنا نعرف كيف نحت شخصيته الشرسة الى أن تم تقنين موهبته وصقلها عن طريق المدرب كيفن روني. نجم وضع قبضته على العالم بدأ تايسون في عام 1982 في الالعاب الاولمبية للصغار حيث حصل على الميدالية الفضية كهاو، بعد ذلك بدأ نجمه بالبروز منذ الاحتراف في 6 مارس 1985 وفاز في سنتيه الاوليين ب26 مباراة بالضربة القاضية فوصفه الجميع ببطل العالم المقبل للوزن الثقيل وفي 22 نوفمبر 1986، حصل على لقب مجلس الملاكمة العالمي في سن 20 عاما و4 أشهر وأصبح أصغر بطل للوزن في التاريخ. كانت التوقعات له بعدها عالية جدا بأن يبسط قبضته على الفن النبيل في العالم وأصبح الهوس بتايسون متفشيا في وسائل الاعلام. في 1 أوت 1987، أصبح أول ملاكم من الوزن الثقيل يمتلك الاحزمة الثلاثة الرئيسية، رابطة الملاكمة العالمية وبسبب قوته كان عديد اللاعبين يخشون أن يضربونه وذلك نتيجة للسرعة غير العادية لديه ودقتها وتنسيقها وقوتها وتوقيتها. جدل وغضب بدأت مشاكل تايسون تظهر عندما انفصل عن مدربه كيفن روني وتتدهورت مهاراته بسرعة وبحلول عام 1990 بدا أن تايسون فقد الاتجاه وعمت الفوضى حياته وخسر لقبه لصالح لباستر دوغلاس وكانت تلك الهزيمة المؤثرة التي زعزعت عرش الملك. وأدين عام 1991 بتهمة الاغتصاب وحكم عليه بالسجن 10 سنوات في 26 مارس 1992، وتم إطلاق سراحه في 1995 بعد أن أمضى ثلاث سنوات، واعتنق الاسلام أثناء سجنه. الكارثة وما بعدها حاول الملك النهوض من الضربة الموجعة التي تلقاها بعد سجنه وكان ذلك ببرمجة لقاء مع هوليفيلد، حيث هزم تايسون بالضربة القاضية في 9 نوفمبر 1996، وتمت برمجة لقاء آخر في 28 جوان 1997 وسرعان ما تحولت المباراة الى الحدث الاكثر جدلا في الرياضة العالمية، حيث توقفت المباراة في الجولة الثالثة بعدما عض تايسون أذن هوليفيلد، وانهزم في المباراة وألغت اللجنة الرياضية بولاية نيفادا رخصة تايسون للملاكمة في 9 جويلية 1997... ومن هنا بدأت مسيرة البطل في الانتهاء وأفل نجمه بعد تتالي اتهامه بالعديد من التهم من الاعتداء بالضرب والمخدرات. أتيحت لتايسون فرصة التعويض عندما واجه لويس في عام 2002 وانهزم بالضربة القاضية. الضربة كانت قاضية لمسيرته ككل حيث أعلن إفلاسه في 2003 وكانت نهايته مذلّة عندما انسحب قبل بداية الجولة السابعة في المباراة التي جمعته بالايرلندي كيف ماكبرا. حياته الشخصية تزوج تايسون شرعيا ثلاث مرات وأنجب 6 أطفال من نساء مختلفات، لكنه لم يعرف الاستقرار العائلي أبدا... أعلن تايسون اعتناقه الاسلام سنة 2008 وقد عبر عن مشاعره في تصريح لجريدة «عكاظ» السعودية عندما قال: بكيت دون شعور عندما علمت أنني في روضة من رياض الجنة، وتمنيت عدم مغادرة هذا المكان الطاهر، الذي طلبت فيه من الله أن يجعلني من أهلها... في 2008 ظهر فيلم وثائقي لتايسون أول مرة في مهرجان «كان» السينمائي بفرنسا وقد جسد الفيلم قصة حياة واقعية لاسطورة توصف بالخيالية... محمد الهمامي بطاقة شخصية الاسم: جيرار مايكل «مايك» تايسون. تاريخ الولادة: 30 جوان 1966. مكان الولادة: بروكلين نيويورك أمريكا. الالقاب بطل الوزن الثقيل في الالعاب الاولمبية للناشئين في 1982. بطولة القفازات الذهبية الوطنية للوزن الثقيل في 1984. بطل الوزن الثقيل بلا منازع الحاصل على ثلاثة أحزمة رئيسية: (رابطة الملاكمة العالمية، اتحاد الملاكمة العالمي واللجنة العالمية للملاكمة) من 1 أوت 1987 الى 11 فيفري 1990. أرقام قياسية أصغر بطل للوزن الثقيل في عمر 20 عاما و4 أشهر. أسرع ضربة قاضية بأولمبياد الناشئين في 8 ثوان.