صدر في بيروت عن (دار الميثاق للدراسات والنشر) اللبنانية كتاب للباحثة الدكتورة رفيف صيداوي بعنوان «ليلى بن علي وتطلعات المراة العربية الى الحداثة». وتعد دار الميثاق للدراسات والنشر من كبريات دور النشر في لبنان وسبق لها ان اصدرت عدة مؤلفات حول انجازات ومكاسب تونس بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي ومنها كتاب «بن علي وصناعة التاريخ» للكاتب والمحلل السياسي اللبناني جورج علم وكتاب «المرأة التونسية نصف قرن من الريادة» للدكتورة اللبنانية ماري ناصيف الدبس. وصدر كتاب «ليلى بن علي وتطلعات المراة العربية الى الحداثة» في طبعة انيقة تحتوي على 191 صفحة من الحجم المتوسط. وتضمن المؤلف مقدمة وتسعة فصول وخاتمة حللت فيها الباحثة بمنهج اكاديمي فكر السيدة ليلى بن علي الرئيسة الحالية لمنظمة المراة العربية ورئيسة جمعية «بسمة» لتشغيل المعوقين واثر جهودها ومبادراتها في الحقلين الاجتماعي والانساني على المراة التونسية والعربية وعلى الطفولة والاسرة والمعوقين وذوي الاحتياجات الخصوصية. واستعرضت الباحثة اللبنانية في الكتاب الفكر الاصلاحي التونسي منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر وهو التوجه الذي تولد عنه صدور مجلة الاحوال الشخصية في 13 اوت 1956 التي اثراها عهد السابع من نوفمبر بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي بجملة من الاجراءات والمبادرات والتشريعات الرائدة كرست المساواة بين المراة والرجل وحققت الشراكة بينهما بما من شانه ان يحقق التماسك الاجتماعي والتنمية الشاملة. وفي تقديمها للكتاب تقول الدكتورة رفيف صيداوي «السيدة ليلى بن علي هي سليلة التاريخ النضالي المشرف للمرأة التونسية ايمانا منها بان تحرير المراة مرتبط ارتباطا جدليا بتحرر المجتمع سياسيا واقتصاديا وفكريا وثقافيا واجتماعيا. لقد حملت السيدة ليلى بن علي إذن في ذاكرتها كل ذلك التاريخ المضيء ومضت في تجسيده وفق رؤية تقدمية لقضايا المرأة حيث غدت قضية النهوض بالمرأة وتطوير وضعها وتمكينها واحدة من اهم القضايا المعاصرة ومحورا أساسيا من محاور اهتمام الحكومات والهيئات الاهلية ومنظمات المجتمع المدني في غالبية دول العالم وذلك في سياق المفهوم الانساني للتنمية المستدامة الذي لا يستوي معه اي شكل من اشكال التمييز القائم على الجنس». كما استعرضت الباحثة اللبنانية مبادرات السيدة ليلى بن علي للرقي باوضاع المراة التونسية والعربية وبالاسرة والطفولة وذوي الاحتياجات الخصوصية وحللت ابعادها مؤكدة ان السيدة ليلى بن علي رئيسة منظمة المرأة العربية تعمل من موقعها كسيدة تونس الاولى وكأم وكمواطنة تونسية وعربية على الاسهام في انجاح مختلف الجهود الرامية للنهوض بالمراة والاسرة والطفولة محليا وعربيا ودوليا بعد ان شخصت المشاكل واقترحت الحلول. وتضيف الكاتبة اللبنانية في مؤلفها انه أسوة بالرئيس زين العابدين بن علي الذي مكن المرأة من الحضور في دوائر القرار والمسؤولية وفي جهود التنمية تعمل السيدة ليلى بن علي منذ توليها رئاسة منظمة المرأة العربية في ربيع 2009 على استنهاض همة المرأة وحمل المجتمع العربي على الانخراط في جهود دفع مسيرة التحديث والتطوير وتامين حظوظ المساواة بين الجنسين في الوطن العربي وتمكين المراة من حقوقها كاملة ووضعها على الخط الموصل للمشاركة في الشأن العام وفي عملية التنمية الشاملة. وتقول الدكتورة صيداوي في خاتمة كتابها «في اكتوبر 2010 وعندما يلتئم المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية في تونس سوف تكتشف المرأة في وطننا العربي أكثر ابعاد ودلالات الشعار الذي اختارته رئيسة منظمة المراة العربية السيدة ليلى بن علي للمؤتمر الذي سيعقد تحت عنوان (المرأة العربية شريك اساسي في مسار التنمية المستدامة)...». وجدير بالاشارة ان الدكتورة رفيف صيداوي مؤلفة كتاب «ليلى بن علي وتطلعات المرأة العربية الى الحداثة» متخصصة في علم الاجتماع وناشطة في مؤسسة الفكر العربي وباحثة في مؤسسة البحوث والاستشارات ببيروت واستاذة في كلية التربية في الجامعة اللبنانية ولها عدة كتب ودراسات منشورة حول قضايا المرأة اللبنانية والعربية. كما صدرت لها مؤلفات حول «العنف القانوني في العائلة» و«النظرة الروائية الى الحرب» و«الرواية العربية بين الواقع والتخييل». ومن بين أبحاثها «حاجات النساء في المناطق اللبنانية المحرومة» و«أوضاع الأطفال في مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان» و«أوضاع المرأة العاملة في لبنان» و«الشرف في لبنان.. مفهومه ودلالاته». والدكتورة صيداوي هي معدة ورقة العمل حول أوضاع النساء التي استخدمت كمسودة للتقرير العربي للتنمية الانسانية الذي أنجزه برنامج الأممالمتحدة الانمائي عام 2005.