كشفت صحيفة «لوموند ديبلوماتيك» الشهرية الفرنسية أمس عن وجود محطة تجسس إسرائيلية في صحراء النقب للتنصت ورصد اتصالات الحكومات والمنظمات والشركات والأفراد على حد سواء في المنطقة، وإنها الأكبر والأضخم في العالم. وذكرت الصحيفة في عددها لشهر سبتمبر الحالي في تقرير كتبه الصحافي النيوزلندي نيكي هاغر «أن مهمة هذه المحطة التجسسية تتمثل في اعتراض المكالمات الهاتفية والرسائل والبيانات الإلكترونية، التي يتم إرسالها عبر الأقمار الصناعية وكابلات الاتصالات البحرية الموجودة في البحر الأبيض المتوسط». وأضافت إن «هذه المحطة التجسسية التي تستهدف اعتراض الاتصالات الصادرة من الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا وآسيا، تشرف على تشغيلها وحدة تحمل الرقم 8200، وهي وحدة استخبارات غير معروفة رغم الإمكانيات الكبيرة المتوفرة لها»، وتقع هذه المحطة في منطقة «أوريم» بجنوب كيان الاحتلال وعلى بعد 30 كيلومترا من سجن مدينة بئر السبع. ويقول الصحافي النيوزلندي نيكي هاجر أن هذه المحطة التجسسية تتمتع بقدرة هائلة في جمع المعلومات الإلكترونية، ورصد اتصالات الحكومات والمنظمات والشركات والأفراد على حد سواء. ويضيف في تقريره الذي جاء تحت عنوان «من هنا يعمل جواسيس إسرائيل» أن هذه المحطة المزروعة في صحراء النقب، تخضع لحماية أمنية مشددة، حيث بدت أسوارها عالية، وبواباتها كبيرة ومحمية بالعديد من كلاب حراسة. وذكر التقرير ان الانجاز المعروف لهذه الوحدة هو اعتراض الاتصال الهاتفي بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والملك الأردني الراحل حسين خلال اليوم الأول من حرب جوان 1967، واعتراض الاتصال الهاتفي بين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات و بين المجموعة التي اختطفت السفينة اكيلي لاورو في عام 1985 . يذكر أن الصحافي النيوزلندي الذي كشف عن هذه المحطة الإسرائيلية، سبق له أن كشف في كتاب أصدره في عام 1996 تحت عنوان «أسرار القوة» عن وجود أكبر نظام تجسسي أمريكي يدعى إيشلون (Echelon) يهدف إلى التنصت على جميع الاتصالات التي تتم بواسطة الانترنت والهواتف العادية والنقالة والفاكسات.