كانت الأجواء العامة للمقابلة توحي أن المنتخب سائر في اتجاه استعادة وجهه الناصع والبعض من اشعاعه القاري وذلك بعد الروح القتالية التي ظهر بها في التشاد والبداية المدوية في سهرة أول أمس أمام المالاوي.. عاد الجمهور الى ملعب رادس وعاد الاطار الفني الى رشده بالتعويل على الأفضل والأكثر جاهزية وعاد اللاعبون الى الاستماتة في الدفاع عن أسمائهم أولا واسم المنتخب ثانيا. كل شيء كان يوحي أن المنتخب سيتخلص نهائيا من كابوس الفترة الأخيرة عندما بلغ تسيب اللاعبين أقصاه وتراجعت النتائج الى أدنى مستوياتها ولكن فجأة عاد اللاعبون الى عبثهم أو كشفوا عن وجههم الحقيقي بعد التقدم بهدفين دون مقابل وأكدوا أن التزامهم النسبي في الفترة الأخيرة كان بحثا عن انتظار لمرور «عاصفة» غضب الجمهور والاعلام والمسؤولين وما إن كانوا بصدد تحقيق انتصارين متتاليين حتى عادوا الى عبثهم لأن المنعرج الحاسم الذي غير وجهة المقابلة تمثل في حركات عصام جمعة تجاه الجماهير وما خلفته من تشنج لدى الجماهير انعكس على اللاعبين الذين أصبحوا مكبلين بعد أن انقلب عليهم الجمهور وفيما يلي أهم الأخطاء التي تسببت في عودة المنتخب الى النقطة الصفر من حيث النتائج وكذلك من حيث العلاقة مع الجمهور والاعلام وكل الأطراف تقريبا. «السيد» عصام جمعة المرشح فوق العادة ليكون أفضل هداف للمنتخب لكل الأوقات وهو لاعب يتمتع بعديد الخصال والحق يُقال أكد في ليلة أول أمس أن انتماءه للمنتخب يجب أن يكون محل مراجعة لأنه هو المسؤول الأول عن كل الذي حدث في ملعب رادس. تحدث الجميع عن عدم انضباط اللاعبين في الفترة الأخيرة وانقسمت الآراء بين مؤيد للحرية الشخصية ومطالب بالردع وكانت هناك إشارات تلميحا عادة وتصريحا أحيانا الى مجموعة معينة داخل المنتخب تتكون من عصام جمعة وكريم حقي وبعض اللاعبين الآخرين. والأكيد أنه لن يكون هناك انقسام بعد اليوم لأن جمعة سقط في المحظور وحتى «القائد» ارتكب خطأ لا يسقط في فخه حتى اللاعب المبتدئ الذي مازال ينشط في صنف الأداني وبالاضافة الى حقي وجمعة كان القربي «بارعا» في حرمان زملائه من التركيز طوال اللقاء وذلك بالدخول في مناوشات مع المنافس كان هذا الأخير بارعا في الاستفادة منها. السيد بارتران مارشان وقع في أخطاء بدائية أيضا، إذ كان تمركز اللاعبين سيئا الى أبعد الحدود وذلك على كل المستويات وخاصة بالنسبة الى لاعبي الوسط الدفاعي (القربي والنفطي) لأنهما كان يقفان على نفس الخط لكل بشكل جانبي وهذا ما سمح للمنافس بالتصويب من المحور في عديد المرات ولو كان لمنتخب المالاوي مهارة التصويب لانهزمنا بنتيجة عريضة وكان من المفروض أن يقترب النفطي والقربي من بعضهما البعض ويتقدم أحدهما عن الآخر وهي الطريقة المعمول بها في كل منتخبات وأندية العالم. وبسبب تمركز لاعبي الوسط الدفاعيين (القربي والنفطي) انهالت التصويبات كما أن تمركز بن خلف اللّه والعلاقي وتبادل المراكز فيما بينهما كانت فيه الكثير من الفوضى وبدا واضحا أن المدرب لا يعرف امكانات اللاعبين جيدا لأن بن خلف الله لا يمكنه أن يتألق إلا كلاعب جانبي وليس كصانع ألعاب لأنه يريد الاحتفاظ بالكرة وسرعة التسرب في حين لا يمكن للعلاقي أن ينجح إلا في خطة مهاجم ثاني يحوم حول رأس الحربة وهذه بديهية يتفطن لها حتى المشاهد العادي.