تواصل أمس «ماراطون» المفاوضات المباشرة بين الجانب الفلسطيني وحكومة بنيامين نتنياهو الذي بدأت مجرّد مشاركته في هذه المفاوضات تثير تساؤلات في اسرائيل حتى أن الرئيس الاسرائيلي شمعون وصفه بأنه معتدل. فقد قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الاسرائيلي «انخرطا في العمل» لحل القضايا الرئيسية في صراع الشرق الاوسط. تطلّعات... أم أوهام؟ وأضافت «إن التطلعات الوطنية المشروعة للاسرائيليين والفلسطينيين يمكن ان تتحقق عبر مفاوضات السلام المباشرة» حسب قولها. وذكرت تقارير متطابقة أن نتنياهو وعباس دخلا أمس في مناقشات مفصّلة بشأن الأسس الخاصة بانشاء دولة فلسطينية مستقلة. من جانبها ذكرت صحيفة «كريستيان ساينس موينتور» ان هيلاري كلينتون تواجه اختبارا عاجلا بشأن الوساطة في المحادثات الفلسطينية الاسرائيلية التي يمكن ان تنهار بسبب القرار الخاص بتجميد الاستيطان والذي ينتهي العمل به في السادس والعشرين من سبتمبر الجاري. ووصفت الصحيفة اللقاءات المتواصلة ب «الاختبار الاشرس» بالنسبة الى دهاء الوساطة الامريكية التي س «تشرف» أيضا على لقاء آخر بين الطرفين في واشنطن الاسبوع المقبل. من جهتها نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مبعوث السلام الامريكي في الشرق الاوسط جورج ميتشل تأكيده على شعوره بالارتياح من الاتجاه العام للمحادثات. ... «مخاوف»... بيريز أما شمعون بيريز فقد دعا الموفدين المفاوضين الى أن يكونا «جديين» معتبرا أن المخاطر ليست بسيطة. وقال لا أعتقد أنه بالامكان حل الامور من خلال كلمات جميلة لكنني مؤمن بأنه في الامكان تحقيق ذلك ويجب تحقيق ذلك وعلينا أن نفعل ذلك من أجل مستقبل أولادنا». بيريز ذهب بعيدا في «التنظير» وادّعى أن نتنياهو يملك «الرغبة الحقيقية» في التوصّل الى السلام حتى لو كلّفه ذلك تقديم ما وصفها ب «تنازلات مؤلمة». ووصف المعلّق في صحيفة «هآرتس» اليسارية «ألوف بن» مؤخّرا رئيس الوزراء الاسرائيلي ب «الحمامة» متهما اياه بأنه يستخدم القوّة العسكرية بالتقتير ويسعى الى حل ديبلوماسي للنزاع في نهاية المطاف» حسب تعبيره.