عيّدنا. وأعددنا من الأطباق الحلوة ما لا يطاق من الحلاوة. وكيف لا يكون عيدنا شديد الحلاوة وفيه «كثرنا من العسل». وعدنا والعود أحمد الى ما تبقى في «الكاسة» من حثالة مال للدراسة. وقد أضعنا رؤوسنا. ونوّبنا عنها رأس الشهر. حماه الله من الفرطسة. وأبقى شعره حتى وإن كان زغبا يحميه من سعير الأسعار. و«شهيلي» الدروس الخصوصية. عدنا والعود أحمد. وفي طريق العودة من العيد الى العيد رأينا حيوانا أسطوريا. يطاردنا في النوم واليقظة وزنه من الأحجار الكريمة. أغلى من مخ طائر الحبارى عند الباحثين عن الفحولة المفقودة. ومن طعام ملكة النحل عند نفس الشريحة. وأغلى وأثمن من «التفاح الذي يفوح ويرد الروح. ويعيد ذا الشيب شابا والعجوز حورية صبية» وأغلى حتى من الايرانيوم الايراني المخصّب. إنه حيوان من نار جمرها أكثر ديمومة من ولع الشيشة وأبطؤه حرقا رويدا رويدا. إنه حيوان يمشي فوق رؤوس الخلق وهو طائر بلا جناحين يعلف الدنانير ويترك بعراته في الجيوب. جعلوا له سوقا ونصّبوه امبراطورا على«الرحبة» وتستّروا على جلده القذر. يمارس الفن النبيل ويفوز بالضربة القاضية من أول لكمة في الجولة الأولى حتى وإن كان وزنه دون وزن الريشة. أما إذا حاولت الظفر به «بعْبع عليك» مالكه المعروف بنطحه الشديد. إنه «علّوش العيد» ذلك الخروف الخرافة الذي يتحول في كل عيد الى «عُبّيثة» تعبث بآمال الفقراء والمساكين. ولها مربّوها ومن منّا لم يسمع بقطاع تربية هذه «العبابيث» الموسمية؟ ولكن نريد ان نعرف أولا وأخيرا. هل تجوز الضحية ب «عُبّيثة»..؟