جمع: معز بوطار وصور : هيكل هميمة كان الترجي الرياضي موفقا الى أبعد الحدود في رحلته الى هراري عاصمة الزمبابوي، إذ حقق شيخ الأندية التونسية المطلوب منه وزيادة وضرب عصفورين بحجر واحد إذ حافظ على انتعاش معنويات لاعبيه بتحقيقه للفوز في عقر دار المنافس كما حافظ على صدارة مجموعته. رحلة الترجي إلى زمبابوي لم تكن سهلة، إذ كانت بحساب الساعات أطول رحلة له في مغامرته الافريقية الحالية، إذ بلغ عدد ساعات الطيران ذهابا وإيابا 20 ساعة، أي قرابة يوما وليلة كاملين مع ما يعنيه ذلك من تعب وإرهاق للاعبين يفوق الوصف، لكن عزيمتهم كانت أقوى من كل العوائق ليحققوا فوزا من ذهب. ملعب بلا أدواش هذه المسألة قد تكون من الطرائف التي لا تنسى للاعبي الترجي، إذ بعد نهاية المباراة لم يجدوا أدواشا للاستحمام وإزالة العرق والتعب وهذا ما تسبب في تأخير انطلاق رحلة العودة الى تونس بساعتين، إذ كان من المنتظر أن يغادر وفد الترجي من الملعب الى المطار مباشرة، لكن انعدام الأدواش في الملعب جعلت رئيس النادي حمدي المدب يقرّر عودة اللاعبين الى النزل للاستحمام ثم السفر. للاشارة رحلة الذهاب أيضا تأخرت بساعة. واقع مغاير بعد عشر سنوات لئن كان الملعب بلا أدواش مع ما يعنيه ذلك من تخلف واهتراء في البنية التحتية الرياضية في الزمبابوي فإن واقع هذا البلد خارج الملعب مغاير تماما إذ كان في غاية التحضر والتطور. وقد تفاجأ البعض من أفراد الوفد ممن سافروا قبل 10 سنوات الى الزمبابوي بالتغيرات الكبيرة والممتازة في هذا البلد اضافة الى انبهار كامل الوفد بأخلاق شعب الزمبابوي وحسن تعامله مع ضيوفه. «سوق ودلاّل» مباشرة بعد نهاية اللقاء عرض عديد اللاعبين من نادي ديناموس خدماتهم على إدارة الترجي راغبين في الالتحاق بعميد أنديتنا خاصة اللاعب رقم 18 الذي سدد كرة على العارضة وكاد يحرم الترجي من الفوز مما آثار ضحك مسؤولي نادي باب سويقة من قصر نظر هذا اللاعب وزملائه الذين اعتقدوا أن اللعب في الترجي يتم بهذه الطريقة بلا متابعة دقيقة ودراسة مستفيضة لمستوى اللاعب ومدى افادته للفريق ككل. هدية روجي اللاعب الكامروني للترجي روجي الذي قدم أداء ممتاز أول أمس في هراري فرح كثيرا بنتيجة فريقه وبما قدمه هو شخصيا من أداء ممتاز وكتعبير منه على فرحته قدم قميصه هدية لحكم اللقاء الذي كان هو أيضا من الكامرون. الأقدام في هراري والعقول في تونس لاعبو الترجي لم يهتموا بنتيجة منافسهم المباشر على الطليعة نادي مازمبي الذي واجه وفاق سطيف بل كانت عقولهم متعلقة بمباريات البطولة التونسية حيث ما انفكوا يسألون عن نتائج لقاءات أول أمس الأربعة خاصة منافسيهم المباشرين على لقب البطولة النادي الافريقي والنجم الساحلي. صلاة الجمعة في العاصمة هراري لا يوجد إلا مسجد جامع وحيد في المركز الاسلامي لذلك توجه إليه وفد الترجي يوم الجمعة الفارط لأداء صلاة الجمعة. مساعدات ممتازة قدم طاقم الطائرة التي أقلت وفد الترجي مساعدات كبيرة للوفد الذي تفاجأ عند وصوله الى هراري بطلب سلطات المطار دفع 100 دولار كمعلوم رسوم دخول و30 دولار كرسوم خروج وبعد مفاوضات بين الوفد وهذه السلطات قرّرت هذه الأخيرة أن تتسلم 100 دولار عند الدخول واعفاء الوفد من دفع رسوم الخروج، لكنها تنكرت لوعدها لحظة السفر الى تونس مطالبة بتسلم تلك الرسوم فتدخل طاقم الطائرة لدى سلطات المطار ليتم تجاوز هذا الاشكال والمغادرة دون دفع رسوم الخروج. المدب في نصرة الجمهور قبل مغادرة تونس الى هراري تقرر أن يتم التخفيض في عدد الجماهير المسافرة مع الفريق لتوفير أقصى ظروف الراحة للاعبين بايجاد مقاعد عديدة شاغرة لهم للاسترخاء، لكن حمدي المدب تدخل ورفض هذا القرار ليتم السماح لكل من اقتطع تذكرة السفر بمرافقة الفريق الى الزمبابوي. سعادة وتفاؤل حين تقرّر عدم تشريك عديد اللاعبين الأساسيين أمام ديناموس خوفا من الانذار الثاني وتعويضهم بالاحتياطيين ساد التخوف من امكانية عجز هؤلاء عن مجاراة منافسهم في عقر دارهم، لكن المعوضين كذبوا كل التكهنات وقدموا أداء ممتازا خاصة ثنائي محور الدفاع محمد علي منصور وزياد الدربالي والحارس معز بن شريفية الذي أنقذ فريقه من ثلاثة أهداف محققة. اضافة الى المهاجم صابر خليفة الذي أقلق كثيرا دفاع ديناموس وكان مهندس الهدف الوحيد في اللقاء بتمريرة حاسمة. .. والآن الى الأهلي المصري الاستعدادات لمواجهة الأهلي المصري في نصف النهائي انطلقت اثر التصفيرة النهائية لمباراة هراري وكانت ذهنية بالأساس، إذ أكد اللاعبون عن عزمهم الكبير على التألق في القاهرة بالذات خاصة أن مواجهة فريق في حجم الأهلي وفي ملعب مشهور مثل ملعب القاهرة يعتبر في حدّ ذاته حافزا كبيرا للاعبين لرفع التحدي وأكدوا تشوقهم الكبير لمواجهة الأهلي والتألق أمامه في قواعده.