كثيرون لا يُضحكهم شيء هذه الأيّام مثلما تُضحكهم «زلاّت لسان» نجوم السياسة والمجتمع والفنّ في أكثر من بلاد! وليس من شكّ في أنّ الوزيرة الفرنسيّة السابقة رشيدة داتي لن تكون أوّل ولا آخر من «يزلّ لسانه»! ولمّا كان لكلّ «زلّة لسان» أكثر من سبب وأكثر من تأويل، فإنّ من الجائز هنا الحديث عن «زلل مبارك» يسمح بالنظر إلى حقيقة الوجوه من خلال شروخ الأقنعة! هذا «الزلل المبارك» قد لا يكون سوى درجة من درجات «الزلل المشؤوم» الذي جعل العرب يؤكّدون أنّ مقتلَ الإنسان في لسانه! حتى قال أحدهم «زلّة الرِّجل تُجبر وزلّة اللسان لا تُبقي ولا تذر»! وقال آخر: «يموت الفتى من عثرة من لسانه وليس يموت المرء من عثرة الرِّجْلِ»! كلام جميل لم يمنعهم من إنتاج لاعبين عباقرة في هذا المجال، قادرين على منافسة كبار العالم! ممّا ذكّرني بحكاية رجل من قديم الزمان، وقف بين يدي شيرويه بعد مقتل أبرويز، فأخذ يمدحه ويهجو أبرويز ويحمد الله على مقتله وحلول شيرويه محلّه... فلما سمع شيرويه كلام الرجل سأله كم كان رزقك؟ قال ألفين. قال والآن؟ قال ما زيد شيئًا. قال فما دعاك إلى الوقوع فيه وإنما ابتداء نعمتك من عنده ولم تَرْعَ لهُ ذلك؟