عاد فجر أمس منتخبنا الوطني الى تونس بعد أن أعاد الأمل للنفوس وتجاوز الصعوبات التي عاشها في ملعب رادس أثناء وبعد مباراتي بوتسوانا والمالاوي.. حيث أكد إصراره في «لومي» على تشديد الملاحقة على صاحب الصدارة بعد فوزه بهدفين مقابل هدف واحد على حساب المنتخب الطوغولي. من مبعوثنا إلى «لومي» علي الخميلي ودون الحديث عن المباراة التي كان أهم عنصر فيها هو الخروج بنقاط الفوز على غرار ما صنعه في التشاد خاصة أن الطوغوليين الذين لم يهتموا بالمباراة طيلة الفترة السابقة لموعد الأحد وذلك على أكثر من مستوى أبوا إلا أن يحثوا جماهيرهم على الحضور بأعداد مكثفة جدا فاتحين الأبواب وبصفة مجانية بعد أن نظموا صفوفهم ولملموا وضمدوا جراحهم بعد ظهر السبت وأعدوا الفرق الموسيقية المحلية وغيرها ليكونوا بملعب «كغي» الى جانب منتخبهم الذي والحق يقال كان صلبا وربما من أفضل منتخبات المجموعة (11) خاصة أنهم يواجهون منتخبا اسمه المنتخب التونسي الذي له حجمه وصيته في الطوغو. عندما يبكي الحفصي ويعانق السفير بعد تحقيق الهدف الثاني عن طريق الشرميطي عانق رئيس الجامعة علي الحفصي السفير التونسي الذي كان الى جانبه بالمنصة الشرفية وعيناه تذرفان الدموع قبل أن يصرّح له بأن فريقنا الوطني تحصل على 6/6 خارج القواعد مقابل 1/6 في تونس. الوزير يهنئ بعد المباراة مباشرة أبى الأستاذ سمير العبيدي إلا أن يهنئ الحفصي وكل الوفد الذي تحول الى الطوغو وذلك عبر مكالمة هاتفية كان لها التأثير الكبير على المنتخب الوطني. هجوم واقتحام الجمهور للميدان إثر اللقاء وما إن أعلن الحكم السوداني عبد الرحمان خالد عن نهاية المباراة اقتحم الجمهور الطوغولي وبأعداد غفيرة جدا الميدان في «هجوم» مفاجئ.. وبالتساؤل عن ذلك كان الجواب يكمن في رغبة تلك الجماهير في الفوز بأقمصة اللاعبين التونسيين فقط.. لحوار طالع خير لم يتردد الوفد التونسي في التأكيد أنه وكلما كان الهادي لحوار رئيسا للوفد إلا وكان طالع خير على المنتخب الوطني خاصة أنه كان يتميز بحركية كبيرة وحضور معنوي أكبر نال استحسان الحاضرين. الأبيض تكهن بنتيجة اللقاء ومادمنا أشرنا الى طالع الخير نشير أيضا الى أن عودة المحب المعروف حمادي الأبيض الى السفر رفقة المنتخب الوطني كانت إيجابية جدا خاصة أنه تكهن بفوز تونس بهدفين لواحد منذ صعوده الطائرة بمطار المنستير وذلك قبل الاقلاع في اتجاه لومي. لا شاردة ولا واردة لم يترك مبعوث الجامعة جلال بن تقية لا شاردة ولا واردة طيلة الفترة التي قضاها في «لومي» رفقة الاداري محمد الغربي حيث كان في الموعد ووفر كل الظروف الملائمة للمنتخب وأيضا للوفد التونسي ككل. أجواء طيبة وظروف صعبة رغم أن الطوغوليين طيّبون الى أبعد الحدود والأجواء كانت أيضا طيبة فإن ظروف النقل التلفزي والاذاعي كانت صعبة جدا حيث نقل خليفة الجبالي (عن الاذاعة) وعبد الرحمان العش (عن التلفزة) المباراة في مدارج الجمهور الطوغولي وكانت الأوضاع عسيرة.. وعسيرة جدا فضلا عن الأسباب التقنية الأخرى. لاعب من الأحياء إذا تمّ تجميد نشاط البطولة الطوغولية منذ أوت 2009 وتمّت دعوة اللاعبين المحترفين من خارج الطوغو فإن اللاعب أكوريكا سادات كان لاعب أحياء ولا يمارس نشاطه إلا في «البطاحي» وقد اعتمده الاطار الفني للفريق المحلي ورسمه في بنك البدلاء. شجاعة الحكم كان طاقم التحكيم السوداني المتركب من عبد الرحمان خالد ك(حكم ساحة)وعارف حسب الرسول وعبد العزيز توم ك(مساعدين) وحسن الفاضل ك(حكم رابع) شجاعا الى أبعد الحدود وذلك في مختلف تدخلاته مؤكدا أن التحكيم السوداني يتميز بنزاهته الكبيرة. جمهور عرب وحتى أفارقة كان الى جانب الجمهور التونسي القليل العدد جمهور من مختلف الجاليات العربية (جزائرية مغربية ليبية لبنانية) وأيضا بعض الأفارقة من البينين والكوت ديفوار الى جانب تونس حيث ردّدوا الأغاني وحملوا الأعلام التونسية وساندوا المنتخب كثيرا.. تميم والجبالي خير مساندين من رموز ملحمة الأرجنتين 1978 نجد تميم الحزامي وعمر الجبالي اللذين كانا ضمن الوفد الرسمي.. هذان النجمان كانا خير مساندين للمنتخب الوطني وذلك بالنصائح الموجهة للاعبين ورفعهما لمعنويات مارشان والطرابلسي. الزميل زعيّم في الاذاعة الايفوارية شارك الزميل كمال زعيّم من الزميلة الشقيقة «لوكوتيديان» في التعليق الاذاعي وذلك بطلب من زميل إيفواري فكان صوته مدويا في الكوت ديفوار. خنتاش وكريم في المطار رغم أن الوصول كان في حدود الساعة الثالثة صباحا فإن العضو الجامعي محمد الطاهر خنتاش والكاتب العام رضا كريم كانا في الموعد في انتظار الوفد التونسي وكان الى جانبهما الاداري السيد مصطفى. ... والآن الى بوتسوانا بعد الوصول أكد اللاعبون أنه وبعد الانتشاء بفرحة الانتصار على حساب الطوغو لا بدّ من التفكير منذ الآن في لقاء بوتسوانا ليوم (17 نوفمبر المقبل) والذي لن يكون صعبا على تونس وإن شاء اللّه مربوحة. جماهير... ولكنها «مرتزقة» أبت مجموعة من البينيين إلا أن تتصل بأكثر من طرف من الوفد التونسي وذلك بمقرات إقامتهم مقترحة عليهم تسليمها الأعلام التونسية من أجل مساندة المنتخب الوطني وتشجيعه مقابل منحها مبالغ مالية لا قيمة لها وأكدت هذه المجموعات على عدم تسلّمها أي «مليم» إلا بعد المباراة و إثر متابعة الدور التشجيعي الذي يقومون به.. والى جانب هذه المجموعة البينينية فقد كانت مجموعة من الطوغوليين أنفسهم تقترح ذلك مؤكدة ارتزاقها من هذا التشجيع وهذه المساندة. احترام... وقداسة للنشيد الوطني التناقضات واضحة وجلية في «المجتمع الرياضي» الطوغولي حيث بقدر ما تعتبر بعض فئاتها «مرتزقة» فإنها كلها (أوكل الجماهير) وقفت عند عزف النشيد الوطني المحلي مردّدة بحماس و«خشوع» أيضا ذاك النشيد.. ومنهم من كانت عيناه تذرف الدموع..